Sunday, July 30, 2006

أحسست العجز
أصعب احساس يمكن ان يتسرب إلي النفس .. الاحساس بالعجز .. قد يسيطر هذا الاحساس عليك عندما تقف مكتوف الآيدي أمام شخص تحبه يعاني المرض ويتألم ويصرخ وأنت لا تعلم كيف تخفف عنه؟
أو قد يسيطر عليك عندما تجد شاب في مقتبل العمر يحاصره الإحباط بعدما انتهي من تعليمه ولم يجد أمامه سوى الأحلام وأنت تسمع له فقط ولا تدري كيف تخفف عنه .. وقد يراودك هذا الإحساس عندما تري طفل يبكي ولا تعلم مما يتألم ولماذا تنمهر دموعه ولا تملك إلا أن تمسح هذه الدموع بيديك دون أن تحقق له أمنيته ..
ولكن اصعب اللحظات التي يمكن أن تعايشها .. عندما يحاصرك الاحساس بالعجز من كل جانب وتعجز عن رده .. فيحاصر عينيك فتري صور ترفض مجرد مرورها بخيالك .. يحاصر أذنيك فتسمع ما لا تود أن تحيط به علما .. يحاصر عقلك .. عندما تفكر في ضعف شديد أصابك وأغلال طوقت فكرك ولسانك ويديك.
هذا ما أحسسته وتممرت به عندما رأيت مجزرة قانا .. فالعين أصابها ما أصابها .. أصعب مشاهد يمكن أن نراها .. الطفولة قصفت وانتهت في لحظات السكون .. تحت جنح الليل .. وقد استقرت ونامت أجسادهم وارتاحت عقولهم وراحت تلهو وسط حدائق الأحلام الوردية .. بعيدا عن الواقع المؤلم، الذي أصبحوا في يوم من الأيام ووجدوا أنفسهم محاطين به من كل جانب .. ولكن صواريخ العدو الصهيوني لم تعطيهم الفرصة للإنتهاء من أحلامهم هذه، قطعتها عليهم بشراسة، وانتهت الأحلام ، كما انتهت لحظات العمر القليلة .. وقُطفت الزهور، التي لم تحمل في يوم من الأيام الأشواك.
وبعدما رأيت .. جاء دور أذني لأسمع وصف ما حدث .. لجأ هؤلاء الأطفال لهذا الملجأ مع أسرهم ، ظنا منهم أنهم في أمان، لكن لأ أمان مع وجود إسرائيل .. فكل الأماكن مهددة وكل الأرواح ليست لها قيمة لديهم .. وفجأة سمعوا ما أفزعهم ولم يمهلهم حتى التفكير في الهرب .. ولكن ما أذى أذني .. هو ما لم أسمعه من العرب، حتي التنديد، الذي لا نحصل إلا عليه عند المواجهة مع إسرائيل، لم يكن بالقوة المتوقعة .. وغير ما سمعته من القوي الدولية التابعة لـ "ماما أمريكا"، وهو ما لم يتعدى الحث الرقيق لإسرائيل حتى تُوقف إطلاق النار، ولعل إسرائيل تستجيب.
وبعد أن رأيت وسمعت .. حاصرني عجز اللسان فلم انطق لوقت طويل وأحسست لأول مرة بالخرس .. إلا من عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل" .. ثم عجز فكري في من ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل في من ؟
في من اعتدي وتجبر .. أم في من خاف وتوارى وأعطي الفرصة للجبان أن يتكبر؟
هالة الدسوقي

3 comments:

Anonymous said...

ما شاء الله الموضوع متميز حقاً، وقمتي بالتعبير عن ما في صدورنا وما نريد قوله، وبداية ونهاية موفقة حقاً،لقد وصفتي ما في داخلي وما اريده بالفعلي فهذا هو حالنا والله اعلم به، ولتعلمي ان الوقت الحالي ليس كالوقت في الماضي ما دامت فيه اقلام تكتب وانفاس تخرج والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل

Anonymous said...

ما شاء الله يا استاذة هالة والله عبرتى على اللى جونا كله وياريت الحكام اللى قاعدين على كراسيهم دول يشعروا باللى احنا حسينه واحس من الواضح انى الحس عندهم اتعدم وياريت حد يديهم وخز شديد علشان يحسو شوية ياريت

Anonymous said...

عزيزتى هاله السلاموا عليكم ورحمة الله وبركاته استنبط من كلامك انك متأثره بالاحداث الدامية بلبنان أود ان أوضح لكى نقطه مهمه جدا ان الاحساس بالعجز لايقتصر على وضع لبنان فقط فان انشاء الله سينصرهم الله لانهم اصحاب حق وصاحب الحق ياعزيزتى دائما قوى حتى لو لم تتوافر لهم الامكانيات فان ايمانهم بانهم اصحاب حق هو اقوى سلاح يحاربون به لانهم يمتلكون هدف يحاربون من اجله هدف سلمى يريد البقاء فى سلام بدون نزاع لكن ياعزيزتى العجز الذى اريد ان اوضحوا لكى هو الخوف والخوف هو الذى يولد العجز فمثلا اذا رايتى لص يسرق تخافى ان ترشدى عنه علانيا فتشعرى بالعجز مثال اخر رايتى مريض يتالم امامك فتشعرين بالعجز انك لن تقدرى تطيبه مع انكى فى الواقع تقدرين عليكى بارشاده للتوجه الى الله سبحانه وتعالى لكن فى الحقيقة تخافين ارشاده للتوجه الى الله تخشين ان يقال انى مداروش ويقول المريض انا ذهبت للدكتور فلان ولم يعمل معى شىء ودعوت الله كثيرا ولم اطيب ان مقصدى فى النهاية ياعزيزتى ان الانسان يتمسك بدينه وبالصلاه وسنة نبينا محمد ولن يشعر بالعجز انصحى اخاكى جهرا ولاتخافى حتى لاتشعرى بالعجز دافعى عن حقك مادمتى صاحبة حق الى اخر مدى وما اجمل ان الانسان يطعن فى صدره خيرا من ان يطعن فى ظهره فانا مادمت ادافع عن حقى فانا قويه به ولن اشعر بالعجز وسينصرنى الله انشاء الله وماهى الحياه الا اختبار يمتحن المرء فى الدنيا لكى يظفر فى النهاية بالجنة انشاء الله اجمعين والسلاموا عليكم ورحمة الله وبركاته
هاجر محمد