Tuesday, December 22, 2009


الجدار الفولاذي العازل

Saturday, December 19, 2009

البحر وأمواجه

هذه الكلمات كتبتها منذ عام ونصف .. ولكن حفظتها دون النشر .. والآن وأنا أقلب في صفحاتي القديمة وجدتها كلمات لا بأس بها .. واليوم جاء دورها للنشر

كم كنت أخشى البحر وأهاب أمواجه وثوراته
ومن فوق الرمال .. أتأمل جماله دونما الابحار
وفجأة طغى علي جنوني .. وفضلت البعد عن الشطآن
ولأول مرة تدخل سفينتي دنيا البحار
فقط أنا وسماء وهواء في حضن الماء
هدوء البحر لا يعلوه جمال
ولكن غدره ليس له آمان
فتارة يقسو البحر وتتلاطم الأمواج
وتعلو بسفينتي لأظن أنها ستصل عنان السماء
وتارة يسحبني ليلقي بي إلى القاع
وأنا في البحر برغم الأخطار
أريد البقاء .. حتى بصحبة الشقاء
وناداني صوت .. إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
جاوبت .. أحب البحر فقط ولا أريد الخروج
وما شأنك .. سوف أظل
تركني الصوت .. فلي وحدي حق الاختيار
أيام .. شهور ... أشعر بالفرح وينتابني الخوف
سئمت الصعاب وتقلب الأمواج
علي أن اتخذ القرار
نعم سأعود لعالمي
لأشاهد البحر ولكن من بعيد
واستقرت سفينتى على الشاطيء
لم تحمل من خيرات البحر سوى ذكريات

Thursday, November 12, 2009

وداعـــاً أبي العالم




نعم سمعت بمرضك وحزنت أشد الحزن وفكرت في أن أزورك وكنت أتابع أخبارك ..
وفي إحدى المرات فوجئت بإحدى زميلاتي شرفت بلقائك وسألتها عن إمكانية زيارتك .. فقالت : صعب ولولا خالي الذي يعرفه أشد المعرفة ما قابلته..

وبعد أن أشتد المرض بك أشتقك لرؤيتك أكثر .. ولكني قرأت أنه لا أحد يسمح له بذلك سوى ابنك وابنتك .. ولذا تراجعت

وعندما فكرت وجدت أنه كان من حقي أن أزورك لأني أنا أيضا ابنتك ...
نعم .. فمعك انطلق عقللي من حيزه الضيق إلى فضاء رحب .. كنت تفتحه أمامنا في لقائك الأسبوعي بنا ..
ورغم صغر سني وقتها إلا أني كنت استعد نفسيا للقاء ..

ومع موسيقى برنامجك يبدأ عقلي في التفكير .. لا أعلم لما كنت أخاف هذه الموسيقى .. وكنت أكره سماعها ولا أحب فيها سوى أنها تخبرني بلقائك .. كانت دائما ما تذكرني بالموت والقبر والحساب ..

ولكن سريعا ما يتلاشى الخوف عندما أرى وجهك المبتسم وسلامك ..

صوتك كان ذو طبيعة خاصة هادئ رزين وكثيرا ما يكون مرح .. يصب في أذننا العلم ويعمق في قلوبنا الإيمان .

أما ضحكتك فكانت هادئة ساخرة من الحياة وضآلتها وقلة قيمتها ..

ودائما تنتهي الحلقة ويظل التفكير يأبى الانقطاع .. وتثار الأسئلة بيني وبين أخوتي لحين يسكن جفوننا النوم ..

أبي .. تعلمت من برنامجك ومن كتاباتك الكثير..
ودونت بعض العبارات التي أرى فيها منتهى الحكمة ..

من كتاب "لغز الحياة"

- المعجزة الحقيقية ليست في خرق النظام .. وإنما المعجزة الحقيقية هي في إحلال النظام .

- لقد بدأ نهار العلم .. وأخشى أن أقول بدأ ليل الإنسانية.

- ما نراه الآن حولنا يدل على أن نمو القوى المادية أسهل بكثير من نمو المحبة في القلوب .. والارتفاع إلى القمر أسهل بكثير من ارتفاع الإنسان بأخلاقه ولو درجة واحدة.

- لقد بدأ الإنسان يسيطر على الكون، ولكنه مازال عاجزا عن السيطرة على نفسه .. وبقدر ما ازدادت قوة ذراعيه بقدر ما نضبت الرحمة في قلبه.

من كتاب "كلمة السر"

- لا يدوم كرب وفي الدنيا رب.
- لا شك أن الصهاينة كانوا أكثر مهارة في ترويج باطلهم منا في الدعاية لحقوقنا.

- هل جاءت أمريكا إلى التاريخ إلا بإبادة الهنود الحمر.

- لن ينقذنا من مكائد الكبار إلى أخلاق الرجال.

Wednesday, October 28, 2009

سؤال مصطفى محمود


أدعو الله أن يشفي د. مصطفى محمود، الذي شكل جزءً كبيراً من وجداني ومعرفتي


كنت مشاهدة دائمة لبرنامجه بصحبة أخوتي كما أعشق كتاباته وتأملاته


ولكن كانت هذه المرة الأولى التي قرأت له الشعر تحت عنوان "السؤال"، والذي وردت أبياته في كتاب عن حياته


يا صاحبي ما أخر الترحال
وأين ما مضى من سالف الليال
أين الصباح وأين رنة الضحك


ذابت ...؟

كأنها رسم على الماء
أو نفش على الرمال
كأنها لم تكن
كأنها خيال


أيقتل الناس بعضهم بعضا
على خيال
على متاع كله زوال
على مسلسل الأيام والليال
في شاشاة الوهم ومرآة المحال

إلهي يا خالق الوجد .. من نكون
من نحن .. من همو .. ومن أنا
وما الذي يجرى أمامنا
وما الزمان والوجود والفنا
وما الخلق والأكوان والدنا


ومن هناك .. من هنا
أصابني البهت والجنون
ما عدت أدري
وما عاد يعبر المقال

Monday, October 19, 2009

حريق الجيــــزة



بالطبع لم أرى حريق القاهرة بالرغم من ادعائي أمام أصدقائي أني بلغت من العمر عتيا .. فأقول لهم بلغت 120 عام !!
هههههههههههه .
ولكني أكاد أجزم أن رأيته بأم عيني البارحة

ففي طريق عودتي من العمل رأيت هذا الدخان الكثيف . هذه السحابة الرمادية .. وكما يقولون في الأمثال "لا دخان بدون نار"..


وحدثتني نفسي بأني أبالغ .. ولحساسيتي المفطرة طرأ هذا الخاطر ببالي.

وكل ما في الأمر أن حريقا هائلا شب في إحدى المباني بشارع السودان وتفحم عن أخره دون أن تصله المطافي.
ولم يتوقف تفكيري .. لأن الدخان يحيط بي من كل مكان.

لعله أكثر من حريق في أكثر من مبنى تحول إلى رماد .. وأيضا المطافي لم تصل في الوقت المناسب.


دقائق وبدأ صدري يضيق ولذا تفرست في وجوه من يمشون بجواري ربما راودهم نفس شعوري ..
ولكن كالعادة الناس يمشون دون أن يتسائلون أو يختنقون !!

وأخيرا خرجت من شارع السودان لأصبح في أرض اللواء والحال على ما هو عليه بل ازداد سوءً.
ركبت العربة وتأملت طول طريقي الضباب .. ضباب .. ضباب تسبب في عدم وضوح الرؤية
وتوجس قلبي خيفة .. هل يرى السائق طريقه ؟
أنا عن نفسي لا أرى أبعد من عدة أمتار.


فكرت أكثر من مرة أن أسأل من بالعربة عن سبب هذا الدخان الكثيف .. ولكن هذا لم يكن من عاداتي أن أفتح موضوع للنقاش في المواصلات ..


إذن علي بالصمت لأن الآخرون لا يشعرون .. إذا لا شيء .. أتمنى أن يلعب أحد دور إيهاب نافع في فيلم "للرجال فقط" ويؤكد لي أن كل هذا ما هو إلا تهيوأت .. تهيوأت .. لكن دون إفاقتي بالماء فسوف استوعب الإشارة اللفظية هذه.


لا يمكن أن يكون هؤلاء قد فقدوا الاحساس والتفت حولي .. أخيرا وجدتها .. فتاة في المقعد الخلفي تضع المنديل على أنفها..
إذن أنا لا أتخيل .. ما أراه وأشعر به حقيقي.
لكن ما السبب ؟


ولاحظت احتراق بعض أكوام الزبالة على طول الطريق ولكنها معدودة.
أو لعلهم الفلاحين اتفقوا جميعا على حرق كل قش الأرز في جميع الأراضي في هذا اليوم.


أو أنها خطة ذات مقصد نبيل تحمل المدخنين على ترك التدخين .. الآن ليسوا بحاجة لاشعال سيجارة أو تدخين حجر شيشة.
فالدنيا من حولنا تحولت لسيجارة ضخمة ندخنها مشاركة.

وقريبا يتحول المقصد النبيل إلى خطة شريرة للقضاء على المدخنين وغير المدخنين بضربة واحدة ... ودمتم

Sunday, October 04, 2009

الأقصى .. قضية منسية


كان في اعتقادي أن قضية القضايا ومشكلة حياة العرب والمسلمين جميعا "القدس" ومحاولة محوها من على وجه الأرض بمساجدها وكنائسها أمر تغاضى عنه قادة الدول العربية والإسلامية فقط .. ولكن ما أحزنني وفجعني هو أن الشعوب أيضا في وادي وما يحدث في القدس وتحديدا في المسجد الأقصى من حفريات صهيونية تهدد بهدمه قريبا في واد آخر، وصدق المثل "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا .. فشيمة أهل البيت الرقص" ..

وأعطى موقع محيط للحدث أهميته كما ينبغي ووضعه كقضية رأي عام .. والمفاجأة أن هذه القضية وهي دون مبالغة الأولى في حياتنا لم يناقشها سوى 8 أفراد من كل هذه البلاد بطولها وعرضها انبرى 8 أفراد فقط للتحدث في الموضوع ..

وإذا نشر خبر في منتهى الهيافة عن الهيفا وأخواتها كان الكل علق وشارك وأتكلم ..

للأسف نحن في أزمة شاركنا في صنعها وعلينا محاولة الخروج منها وعلينا ألا نتخلى في ذلك حتى عن أضعف الإيمان ..

Tuesday, September 29, 2009

دكتور منفاخ العجلاتي !




د. منفاخ .. هو الأشهر في وسط الأطباء، ليس كشخص ولكن كفعل .. فعمل أصابعه نجده في وجه وجسد ممثلات ومطربات عصرنا الحالي.

ولك أن تلاحظ أن الجميع أصبح نسخة طبق الأصل من نموذج معين .. لا أعلم من حكم عليه بالجمال.

نبدأ من الوجه .. الخدين منتفخين .. الشفاه منتفخة .. ولعل الانتفاخ المنتشر، كالنار في الهشيم، هو سبب تسمية طبيبنا بدكتور منفاخ .. ولعل لقب عائلته عائد إلى هوايته المستوحاة من عمل العجلاتي .. الذي يقوم بنفخ العجل بعد خلوه من الهواء لكي تسير العجلة مرة ثانية .. وهي خدمة لها دافعها المنطقي .. وتعود بالمصلحة علي من استفاد بها .

أما ما يفعله طبيب النفخ هذا فلا أرى أنها تعود بأي مصلحة .. ولك أن تجرب .. وأنت أمام شاشة التليفزيون واثناء تجوالك بين القنوات ستشاهد المطربات والممثلات .. وما سوف تستنتجه هو ما استنتجته بأنهن أصبحن سيدة واحدة .. تعاني انتفاخ ملامح الوجه الموشك على الانفجار .. ويظنون أن هذا هو الجمال!!

ولنكمل .. نترك الوجه ونهبط "هبابه"، على رأي عبد العال في مسرحية "ريا وسكينة" .. وسنجد مفاجأة أخرى تُسبب لمن يراها الصدمة .. والتي من المفترض أن تقوم السيدة التي تحمل هذا المرتفع وضع لوحة تحذيرية تقول "احذر مطب قادم" .. لعله ينقلب بمعتقداته المستوحاة من الطبيعة عن اصطدام نظره بهذا "المطب" الصناعي .. ولنترك هذه المنطقة الخطر لننتقل إلى منطقة أخرى.

لا يخفى علينا أيضا أثر أصابع د. نفافيخو .. مرة من نِفسه ندلعه .. في أنوف المشاهير، وهذه ليست عضوة بنادي النفخ .. بل في نادي الشفط .. وهو عكس النفخ .. الذي يكون بالزيادة .. بينما الشفط يكون بالنقصان .. فكلهن أصبحن بأنوف دقيقة رفيعة .. شبيهه بأنف "أم منقار" .. أتذكرونها .. إحدى شخصيات ألف ليلة وليلة .. وكانت داهية .. تخطط وتدبر وتدمر .. وبالطبع ليس هدف شهيراتنا بدقة الأنف هذا العمل .. ولعل قصدهم خير .. فكلما كانت أنفهم أقصر وأصغر .. كلما كانت امكانية حشرها أكبر فيما لهن فيه .. وليس فيما ليس لهن فيه.

ولا ننسى الألوان .. بعضهن يصبح أكثر بياضا .. ليس بفعل المسحوق .. ولكن بفعل السيد الطبيب منفاخ .. بينما البعض الآخر يصبح أكثر سوادا .. ولا تعترض فهي الموضة .. اللون البرونزي .. ولا أعلم أيضا أين سر الجمال فيه .

وتمتد الألوان لتكون أكثر تنوعا وتأثيرا في العيون .. ومع تغيير الملابس يكون تغيير لون العين .. فمرة خضراء أو بنيه أوزرقاء و.. و .... إلخ.

وما تتعجب له حقا .. أن الشخصية الواحدة تصبح بأكثر من شكل .. بينما الكل، مطربات وممثلات أعضاء نادي النفخ، شبيهات كمجموعة من الصينيين متشابهوا الملامح لدرجة انك لاتستطيع ان تميز احدهما من الاخر .. معادلة غريبة .. غرابة كرة الزئبق.

وفي النهاية تخرج بمحصلة أن هذه أو تلك عبارة عن مجموع عمليات قص ولزق .. أو بمعنى أدق نفخ وشفط .. وكل ذلك من أجل الوصول للجمال .. وهن مسكينات .. فكل انسان يتحلى بجماله الخاص .. وهذا ما أؤمن به .. فالله سبحانه وتعالى خلق كل منا وله جماله الخاص.

أما نتائج هذه العمليات وخطورة هذا الطبيب .. تكمن فيما تطالعنا عليه الصحف كل يوم .. فهذا زوج على استعداد لكي يدفع كل ما يملكه لمُنفاخ باشا كي يحول زوجته صورة طبق الأصل من ممثلة مشهورة .. وأخرى تنفق تحويشه عمر زوجها وحصيلة غربته لمدة سنتين في إجراء عمليات التجميل .. والمستفيد الوحيد .. جيوب مُنفاخ العجلاتي .. التي طالها الانتفاخ.

Wednesday, September 02, 2009

أعمـى أم بصيـر


قديما كانوا يعتقدون أن العين ذات رؤية ذاتية أي أنها تطلق الضوء لكي تتحقق الرؤية، ولكن بتجربة غاية في السهولة فند العالم المسلم الحسن بن الهيثم هذا الاعتقاد، حيث مكث في حجرة مظلمة فلم يرى شيء وبالتالي أثبت أن العين لابد لها من نور حتى ترى ..

وهو ما ينطبق على قصة النصح، الناصح يوفر النور لعيني متلقي النصح لكي يرى الحقيقة ويتبين طريقه في عتمه الحياة، وكثيرا ما يحدث أن يرفض متلقي النصح هذه الخدمة ويفضل الظلام على النور ويتخبط في العتمة دون الاعتراف بأنه في حاجة للرؤية، ولذا كانت مهمة الأنبياء والرسل من أصعب المهام لأنهم يطلقون النور في طريق العامة لكي يهتدوا إلى صراط مستقيم، ولكن هيهات كانوا يكذبون ويماطلون بل ويؤذون الأنبياء والمرسلين .. إذا فهي عادة بشرية عامة إلا من رحم ربي .. وهنا يفرد الجهل جناحيه على العقل وبالتالي تفرح العينان بالظلمة وتكره النور ولا تريد أن ترى الحقيقة.

والمعادلة في الأساس صعبة فالمنصوح يرى أنه في أحسن حال حتى ولو كان على خطأ ولا يستمع بل ويعاند الناصح وقد يكرهه مدعيا أنه أدرى بمصلحته .. ويعد هذا غباء شديد فمن في الموقف تحكمه انفعالاته وعواطفه أما من هو خارجه فيرى بعين الحقيقة، ولذا يرشد هذا الجاهل .. وفي الأمثال قالوا "صديقك من صدقك وليس من خدعك" وقالوا أيضا "يا بخت من بكاني وبكى عليه ولا ضحكني وضحك الناس عليه".

ولعل التغيير والرؤية بعد العمى لهما أثرهما على الإنسان فهما يخلفا ألم ولكن لا يدوم، ولا شيء في هذه الحياة يدوم فالحزن راحل .. والفرح منتهى .. والألم له وقت ويزول .. وهذه هي الحياة كلها إلى زوال ونحن نتشبث في لا شيء ونعشقها وهي لا شيء .................

نصيحة :
لا ترفض النصيحة التي تخلف لك ألم ساعة حتى لا تتألم كل ساعة .

Sunday, July 26, 2009

المزمار الذهبي
كم سعدت عندما شاهدت هذا البرنامج وهو يعرض المرحلة الثالثة من تصفيات مسابقة المزمار الذهبي على قناة الفجر
أخيرا وجدت مسابقات غير مسابقات الغناء والرقص ..
أصوات حسنة تنعش القلب وكأن كل منهم طبلاوي آخر أو عبد الباسط آخر
مسابقة للقرآن الكريم .. والمتسابقون من مصر وأصواتهم في غاية العذوبة والروعة
وهو ما يثبت المقولة الشهيرة نزل القرآن الكريم في الحجاز، وقرئ في مصر
اتمنى ان تنتشر هذه المسابقات وتذاع على قنوات أخرى غير القنوات الدينية المتخصصة.
وألا تقتصر المسابقات العربية على برامج "الفوازير" والغناء والرقص.
وأن تقدم مسابقات علمية ودينية تفتح العقل وتسعد القلب

Wednesday, July 08, 2009

معلش .. إحنا بنتبهدل


لمس مقال أستاذ محمد أمين في جريدة الوفد تحت عنوان "معلش .. إحنا بنتبهدل" حقيقة وضع المصريين الصعب داخل بلادهم وخارجها، فالمصري فقد كرامته بالإكراه داخليا وخارجيا، وبالطبع ضياع كرامته خارج أراضيه مرآة تعكس عدم احترام ادميته داخها ...
المصريون _الفقراء والضعفاء منهم _حياتهم أصبحت تتطفح مرارة ...

وغالبا ما كنت أردد، كما الجميع، أن المصريين للأسف في عصر مبارك لم تصبح لهم كرامة داخل بلدهم أو خارجها ... ولعلنا نذكر مقتل الثلاثة جنود على الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية وكيف أن الحكومة لم تتحرك سوى بالشجب والإدانة على استحياء طبعا، بل تخطى رد الفعل ذلك إلى مكافأتهم بارسال الجاسوس عزام عزام إلى المحتلين كهدية متواضعة عن الانجاز العظيم ... لقضائهم على ثلاثة من 80 مليون.
واتخيل أن الحكومة كثيرا ما تردد خير وبركة مع قتل أو موت أي مصري على أرضه أو خارجها ... لأنها لديها الكثير ولم تصلح معهم سياسية "تنظيم الأسرة" ... ولعله حل كوميدي للحد من الزيادة السكانية ... رحمنا الله وولى من يصلح من مسئولين يعرفوا أن "سيد القوم خادمهم وراعي مصالحهم" وليس من يتمنى موتهم وقتلهم ليل نهار...
أحلم أن يأتي اليوم لنرى أن المصري كبقية البشر على وجه الأرض له قيمة ودولة تدافع عنه وأدعو الله أن يكون هذا اليوم قريبا...

Sunday, April 19, 2009


سبت النــــــــور


طبعا إحنا المصريين لينا احتفالاتنا الخاصة اللي متلقيهاش في أي مكان في الدنيا
أجدادنا الفراعنة اللي أنا بحبهم جدا جدا سبولنا شويه أعياد على عادات بنحب نعملها منها شم النسيم
وقبل يوم شم النسيم والسبت اللي قبله على طول بيطلقوا عليه اسم سبت النور
أصله أيه بالظبط والله مش عارفه فرعوني ولا مش فرعوني...
بس كل اللي أعرفه أن والدتي الحبيبة تعرفه جيدا وكمان جيراننا
وسبت النور ليه حكاية معانا وإحنا صغيرين
كلنا كنا بنترعب من سبت النور
ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أقولكم
يوم سبت النور .. كانت خالتي أم أحمد نعمة .. ودي كانت جارتنا في الشارع .. وطبعا ابنها أحمد كان بيزعل لما حد بيناديله بأحمد نعمة
وعشان كده مكنش حد بيناديله بأحمد نعمة في وشه يعني .. بس من وراه كنا دايما بنقول عليه أحمد نعمة ..
ما علينا من أحمد
المهم أم أحمد .. وهي قليل ما كانت بتنزل من بيتها أصلا
لكن الغريبة إنها في اليوم دا بالذات كانت تتطوع وتحتفل بسبت النور على حسبنا .. إحنا الأطفال الغلبانين

إزاي ؟
أقولكم إزاي ؟
عشان عينينا تنور طول السنة .. لازم في اليوم دا نتكحل بالكحل الحامي...
واللي كان مصدره أمي الحبيبة .. فجدتي، الله يرحمها، كانت تمد أمي دائما بالكحل الحامي
وهو بعبع العيال الصغيرة .. أنا وأخواتي وولاد الجيران
اللي بيعمل غلط ... هاتوا الكحل الحامي
اللي مينفذش كلام أمه أو أبوه .. مفيش مشاكل ... أحنا هنحط في عينه كحل حامي
اللي يضرب ابن الجيران .. يحطوله الكحل الحامي
وهكذا أصبح الكحل الحامي عقاب لكل عاصي
وفي اليوم دا بالذات .. كنا بنتعاقب كلنا أولاد وبنات على حاجة معملنهاش بالكحل الحامي
بالنسبة لنا عقاب .. بالنسبة لأمهاتنا حماية ضد أمراض العيون


وتبدأ المأساة .. طاطاطططططططططططططططا
خالتي أم أحمد الله يمسيها بالخبر بقى
تقف على أول البيت بتاعها اللي هو قصاده البلكونة بتاعتنا .. وطبعا المشهد كان بيبقى رائع من بلكونتنا
بس مهما نضحك على العيال .. كانوا برده بيضحكوا علينا
المهم اوصفلكم المشهد
كل أم جاية لخالتي أم أحمد .. كلكوا عرفتوها طبعا .. وفي أيدها ولادها بعد مطارده عجيبة في أرجاء شارعنا يصرخون ويفلفصون .. جاية من فلفص أي إفلات
ولكن هيهات .. مهما الواحد يجري .. هيتكحل يعني هيتكحل
والأم تمسك عين ابنها او بنتها وتفتحتها بالعافية وطبعا الفلفصة شغاله وخالتي ام احمد تحط الكحل .. واللي يخلص يقعد على جنب ويعيط وطبعا لو فتح عينيه توجعه اكتر فيفضل قافلها مدة لغاية لما الوجع يروح
ودا يركن ويجي اللي بعده وهكذا
والأمهات فرحانين جدا .. والعيال يعيطوا


بس المشكلة دائما كانت عند الصبيان .. عشان بمناظرهم دي كانوا مضحكة لينا إحنا البنات
ونفضل نضحك عليهم لغاية لما الكحل يخلص من عينيهم
وطبعا هما غلابة .. وقليل ما بيكون الصبيان غلابة يعني ... يدارو اليومين دول
ولا يطلعوا البلكونة ولا ينزلوا الشارع ... عشان الكحل
وطبعا الجبروت الأموي .. جاية برده من كلمة أم
هو اللي غالبا كان بينتصر .. والأولاد والستات كله في اليوم دا بيبقى شكلهم غريب
العيال مكحلة وبتعيط ... غصب عنها طبعا
والستات برده بتعيط بس بس بخاطرها .. أي عن رضا منها .. هما اللي حطوا لنفسهم الكحل مش حد تاني
بصراحة كان بيبقى يوم منور على الأخر
والطوارئ دايما كانت بتعلن في شارعنا
والله ذكريات حلوة
كل سبت نور وعيد نسيم وإنتم طيبين
أعود من جديد


رغم بعدي الكبييييييييييييييييييييير عن مدونتي ..


عدت لها من جديد..


وأنا كلي شوق للكتابة


ولا أعلم هل ما أكتبه سيقرأه البعض .. أما أن مدونتي سقطت من الذاكرة وهجرها زوارها..

أيا كانت النتيجة فسوف أكتب؛ لأني أعشق الكتابة

.....

وها أنا أرحب بنفسي ثانية في بيت الكلمات ...

مرحبا هالة .. عود أحمد