Wednesday, September 02, 2009

أعمـى أم بصيـر


قديما كانوا يعتقدون أن العين ذات رؤية ذاتية أي أنها تطلق الضوء لكي تتحقق الرؤية، ولكن بتجربة غاية في السهولة فند العالم المسلم الحسن بن الهيثم هذا الاعتقاد، حيث مكث في حجرة مظلمة فلم يرى شيء وبالتالي أثبت أن العين لابد لها من نور حتى ترى ..

وهو ما ينطبق على قصة النصح، الناصح يوفر النور لعيني متلقي النصح لكي يرى الحقيقة ويتبين طريقه في عتمه الحياة، وكثيرا ما يحدث أن يرفض متلقي النصح هذه الخدمة ويفضل الظلام على النور ويتخبط في العتمة دون الاعتراف بأنه في حاجة للرؤية، ولذا كانت مهمة الأنبياء والرسل من أصعب المهام لأنهم يطلقون النور في طريق العامة لكي يهتدوا إلى صراط مستقيم، ولكن هيهات كانوا يكذبون ويماطلون بل ويؤذون الأنبياء والمرسلين .. إذا فهي عادة بشرية عامة إلا من رحم ربي .. وهنا يفرد الجهل جناحيه على العقل وبالتالي تفرح العينان بالظلمة وتكره النور ولا تريد أن ترى الحقيقة.

والمعادلة في الأساس صعبة فالمنصوح يرى أنه في أحسن حال حتى ولو كان على خطأ ولا يستمع بل ويعاند الناصح وقد يكرهه مدعيا أنه أدرى بمصلحته .. ويعد هذا غباء شديد فمن في الموقف تحكمه انفعالاته وعواطفه أما من هو خارجه فيرى بعين الحقيقة، ولذا يرشد هذا الجاهل .. وفي الأمثال قالوا "صديقك من صدقك وليس من خدعك" وقالوا أيضا "يا بخت من بكاني وبكى عليه ولا ضحكني وضحك الناس عليه".

ولعل التغيير والرؤية بعد العمى لهما أثرهما على الإنسان فهما يخلفا ألم ولكن لا يدوم، ولا شيء في هذه الحياة يدوم فالحزن راحل .. والفرح منتهى .. والألم له وقت ويزول .. وهذه هي الحياة كلها إلى زوال ونحن نتشبث في لا شيء ونعشقها وهي لا شيء .................

نصيحة :
لا ترفض النصيحة التي تخلف لك ألم ساعة حتى لا تتألم كل ساعة .

4 comments:

Anonymous said...

جميل ومعناه جميل - اتمنى ان نكون جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

شيماء عيسى

Anonymous said...

آمين يا شيماء .. جعلنا الله من المبصرين جميعا

Anonymous said...

جميل جداوالمعنى الذي يحمله اجمل ، ولكن للاسف كثير منا لا يتقبل النصح ويهاجم من ينصحه ويعتبره وصيا عليه ويظل عائم فى اخطائه وخطاياه . اللهم لا تجعلنا من هؤلاء .
ام ادهم

هالة said...

أم أدهم
المأساة كما قلت عدم تقبل النصح بل والهجوم على الناصح .. هدانا الله واياكم والمسلمين أجمعين لما يحب ويرضى