Thursday, January 04, 2007

ركب الحنطور .. واتحنطر

بجد حاجات غريبة بتسمعها ودننا اليومين دول، امبارح مثلا سمعت أغنية غريبة جدا بتقول "ركبت الحنطور .. واتحنطرت" وقعد يعيد فيها ويزيد .....

أيه بقى معني "اتحنطرت دي" مش عارفه صراحة؟؟

لو حد عارف يقولي، بقينا محتاجين دلوقتي قواميس تترجم لنا المصطلحات الغريبة اللي بقت تقتحم علينا ودانا.
فكرتني الأغنية دي بأغنية تانية سمعتها في ميكروباص وكانت بتقول كلماتها زي ما بيقولها المغني المتلوع والمتوعك بفراق أحبائه
نصحى . تناموا
ننام . تصحوا
نغرق . تإبوا
نإب . تغرقوا
وفجـأة استغرق ركاب الميكروباص في هستيريا ضحك علي هذه الأغنية العجيبة.

وفهمنا ان أحباءه مشين معاه بالعكس، بس الغريب يعني اشمعنا النوم والصحيان والغرق والأبابان يعني بالعقل كده ازاي اللي يغرق يرجع يإب ويكمل حياته عادي يعني.

على العموم الله يسامحه علي اللي بيقوله، ويرحم ودانا من التلوث السمعي اللي يجيب العته والتخلف والعبط والهبل.

انتظرته .. ولكن
أغلقت الرواية بعدما قرأت أجمل قصة حب عرفتها في حياتها..وهي لفارس في عصر صلاح الدين الأيوبي، أخلص لمحبوبته ثلاث سنوات دون أن يراها خلالهم، ورغم هذا البعاد إلا أن صورتها هي الوحيدة التي كانت تسكن مخيلته..وتمنت أن تجد هذا الفارس في من أحبت..فهي تعيش قصة متشابهة مع الرواية..
أحبت ولكنها لم تُصرح حتى لم تحدثه ولو لمرة..ولكنها تذوب فيه عشقا وهياماً..وهو أيضا كلما رآها صدفة نادتها عيناه..ونطقت بشوق وحنين.وكل صدفة تتمني لو أقبلت عليه وحدثته عما يكمن بداخلها..فهي لا ترى غيره في الحياة ولا تسمع إلا أخباره ولا تتحدث إلا عنه.معرفة عابرة جمعت بين قلبيهما..استمرت صامتة..فهي معرفة عيون.. لم تحدثه ولم يحدثها، ولكن عيونهم تحدثت كثيرا.
كانوا رفقاء طريق..فهو بالمدرسة المجاورة لمدرستها..وهي مع صديقاتها..وهو مع أصدقاءه..كل يوم وفي نفس الميعاد يسلكوا نفس الطريق.ذكريات تمر بعقل وفاء، التي التحقت بالجامعة، وتتمني أن يعود يوم واحد من أيام المدرسة لتراه فيه.. فقد أصبح حبيبها كل حياتها..كثيرا ما كانت تتأخر فتجده ينتظرها وحيدا ولسان حاله يقول :"لماذا التأخير؟"
وفاء.. فتاة مهذبة جداً وخجولة جداً، يطلق البعض عليها لقب "الشاويش" لالتزامها الشديد..فهي ليس لها صديق كما لكل صديقاتها ولم تصارح أي فتي بأي حب، حتى ولو طرق الحب قلبها .
أما أحمد..فهو فتي وسيم جرئ مندفع منطلق..تتمني أي فتاة مجرد نظرة من عيونه الزرقاء..علاقاته كثيرة..ولا تعترض طريقه فتاة دون أن تذوب فيه حباً..الفتيات يرون فيه الجمال وخفة الظل..أما وفاء فترى فيه طيبة القلب وحبه الزائد لها.حاول أحمد أن يتقرب لها..دون جدوى فهي ليست مثل أي فتاة..ومع كل محاولة منه يزيد بعدها عنه.
وما بعدها عنه سوى لحبها الشديد له..فهي تخاف لو تحدثا أن تفقده للأبد..وتصبح مثل أي فتاة عرفها قبل ذلك....مرت السنون بالفتاة الجامعية، وفي يوم من الأيام اقتربت منها صديقتها فتنة، وهمست في أذنها قائلة:
فتنة : وفاء..خمني من رأيت اليوم؟
وفاء : من ؟
فتنة : أحمد
وفاء (وقد ترقرقت في عيناها الدموع): من؟ أحمد..يا إلهي
فتنة : نعم..وهو معي في نفس الكلية
وفاء : أحقا تقولين ؟!
فتنة : نعم..ومعي جدول محاضراته.
وفاء : أحقاً..أحمد..كم اشتقت إليه..أتعلمين يا فتنة..برغم عدم رؤيتي له منذ عام كامل..إلا أنني لم أنساه ولو للحظة..فهو معي في صحوي ومنامي..ذكرياته تلاحقني أينما أذهب..لا أري غيره ولا أستمع إلا لكلامه .. ولا أفكر إلا به..ولا أتصور إلا أن أكون له.. فتنة أنا في قمة الشوق إليه.. ليتني أراه ولو للحظة.
فتنة : يا لكِ من حالمة.. ولا يعجبني حالك هكذا.. أما آن الأوان كي تضعي نهاية لهذه القصة السخيفة.. وإلي متى ترفضين كل من يتقدم طالبا يديكِ..من أجل هذا الأحمد..أفيقي يا وفاء..ولا تعيشي الوهم.
وفاء : وهم ..أهكذا تطلقي على حبي لأحمد وحبه لي.
فتنة : هذه هي الحقيقة.
وفاء باكية : تعلمين جيداً أنها ليست الحقيقة..كيف وأنتِ كنتِ معي طول الوقت وترين كيف أنه يترك مدرسته من أجلي وينتظر بالساعات من أجل أن يراني ؟ ألم تلاحظي أنه ابتعد عن كل الفتيات اللاتي عرفهن قبلي..ألم تري كيف تغير من أجلي ؟
فتنة محتده : أعرف أعرف..ولكن إلى متى هذا الصمت..ضعي حد له..
(لحظة صمت )
فتنة : الآن ماذا ستفعلين ؟
وفاء منهارة: لا أعلم
فتنة : لدي فكرة..ماذا لو حدثته بشأنك ؟ ونرى هل بالفعل هو يحبك مثلما تحبينه أم لا ؟
وفاء : تحدثينه بشأني..(وأطرقت تفكر )..لا أعلم إذا كان هذا صح أم لا ؟
فتنة : وما الخطأ فيه ؟ صديقتي لابد أن تضعي النقاط علي الحروف.
وفاء : إذن حدثيه .. ولكن إذا لم يتذكرني فتوقفي عن الحديث عني .. ولا تحدثيني أبدا عنه بعد ذلك .
فتنة : اتفقنا....مر يومان..جاءت فتنة ووفاء بقاعة المحاضرات، فصافحتها واحتضنتها طويلا.. لدرجة تعجبت منها وفاء..ونظرت في عينيها وقالت لها : لدي مفاجأة !!
وفاء : مفاجأة ؟!
فتنة : أحمد ينتظرك بالخارج.
وفاء جاحظة العينين : ماذا تقولين ؟ أجننتي ؟ أهو معك ؟ كيف لا تخبريني قبلها ؟ وعن ماذا سوف أحدثه ؟ وكيف تأتني الجرأة ؟
وفاء: لن أخرج له.
فتنة : تعقلي..فهذه هي الفرصة التي تمنيتها من سنين..هيا ودعي الخجل جانباً.
وفاء : إن أوصالي ترتعد..ولا أعلم كيف أتصرف؟ انظري إلي كيف شكلي ؟ وكيف فستاني ؟ أأنا جميلة اليوم.
فتنة : طوال عمرك وأنتِ جميلة..هيا بنا ولا تضيعي الوقت.أخذتها فتنة وخرجت إلي حيث يقف أحمد..فصافحته وقلبها ينتفض من الخجل والحياء..و قد توردت وجنتيها.وأحست وقتها أن أحمد ينتظر هذه اللحظة من سنين..فهو قد أتى إليها وهو في قمة الأناقة والوسامة.. ونظرة عينيه تقول : حبيبتي ..هذا ما تمنيته من سنين..أخيرا أحس قلبك بقلبي..أخيرا رفقتي بحالي ورحمتي لوعتي..أخيرا .... أحبك. أحبك . أحبك
وفجأة أفاقت وفاء بفعل كلمات فتنة، التي تركتهما وحيدين، معتذرة بحضورها محاضرة.فاتت لحظات علي وفاء وكأنها دهر كامل..صامته وهو صامت..وأخيرا قرر أحمد أن يقطع عليها صمتها فقال لها : خير إن شاء الله.
وفاء : خير..وتوقفت عن الكلام خجلا وهي لا تعلم ماذا تقول.. أتصارحه بما في قلبها لسنين..أتعلنها له..أتقول له أنها تعيش في هذه الدنيا من أجله..أتحدثه عنه وعن أخباره وهو بداخل قلبها..ماذا تقول ؟ ماذا تقول؟..ضاعت الكلمات منها
أحمد : ماذا حدث ؟ أهناك شيء؟
وفاء : لا ليس هناك شيء، ولكن ........... وتوقفت عن الحديث
أحمد : ماذا بكِ؟
وفاء : لا شيءأحمد وقد تسرب إليه الضيق : إذن ماذا تريدي أن تقولي؟
وفاء : حسنا..سأتحدث..بداخلي أفكار بشأنك لا أعلم هل هي صحيحة أم لا؟
أحمد : وما هي هذه الأفكار؟
وفاء : حقيقة .. أحسست أنك........ وأوقف الخجل لسانها.
أحمد، دون أن يظهر عليه أي تأثير، وكأنه حجر: أتقصدين .. أنك تظنين أني أفكر بكِ ؟
وفاء متعجبة : نعم..أحسست ذلك
أحمد : تعلمين أني أحترمك بشدة..وتعلمين أني كنت أعامل الجميع من أصدقائي وصديقاتك كأخوتي .
وفاء : أخوتك
أحمد : نعم
وفاء : ماذا تقول؟
أحمد : هذه هي الحقيقة .. وحتى أثبت لكِ، أنا كنت مرتبط بفتاة قبل أن أراكِ .. ومازالت علاقتنا قائمة .. يرضيكِ أن أتركها.
وفاء : لا لا .. لا يرضيني أبداً .. ولا أقبلها.. ولكني كنت أريد أن أتأكد مما أنا فيه..لكي يطمئن قلبي.أحمد متأثرا بما ظهر علي وجهها من اصفرار : يمكنني أن أقدم لكِ أي شيء تحتاجين إليه..يمكننا أن نصبح أصدقاء.أحست بأن قلبها نزع من بين ضلوعها..فقد تركت الحياة وهي ما زالت علي وجه الأرض..ذبحت بسكين بارد .. وعلى يد من .. حبيبها ؟!!
صرخت ولكن دون أن يُسمع لها صوت : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهوهي ما زالت أمامه .. ينظر إليها وهي لا تدري ماذا تقول ؟ثم قالت : لا لا .. كل شيء انتهي .أحمد : أعلم أني أخذت من وقتك الكثير .. وأنتِ الآن لديكِ محاضرة.وفاء : نعم .. مع السلامة يا أحمدوتركته وهي في طريقها إلي المحاضرة تحس أن الأرض تنشق تحت قدميها .. لا تستطيع السير .. ولا ترى أمامها .. وتوقفت عند النافذة .. وقلبها يشتعل نارا وشرارا .. ودموعها تحاول إطفاء هذه النار .. لكنها للأسف.. لا تستطيع.