Tuesday, September 29, 2009

دكتور منفاخ العجلاتي !




د. منفاخ .. هو الأشهر في وسط الأطباء، ليس كشخص ولكن كفعل .. فعمل أصابعه نجده في وجه وجسد ممثلات ومطربات عصرنا الحالي.

ولك أن تلاحظ أن الجميع أصبح نسخة طبق الأصل من نموذج معين .. لا أعلم من حكم عليه بالجمال.

نبدأ من الوجه .. الخدين منتفخين .. الشفاه منتفخة .. ولعل الانتفاخ المنتشر، كالنار في الهشيم، هو سبب تسمية طبيبنا بدكتور منفاخ .. ولعل لقب عائلته عائد إلى هوايته المستوحاة من عمل العجلاتي .. الذي يقوم بنفخ العجل بعد خلوه من الهواء لكي تسير العجلة مرة ثانية .. وهي خدمة لها دافعها المنطقي .. وتعود بالمصلحة علي من استفاد بها .

أما ما يفعله طبيب النفخ هذا فلا أرى أنها تعود بأي مصلحة .. ولك أن تجرب .. وأنت أمام شاشة التليفزيون واثناء تجوالك بين القنوات ستشاهد المطربات والممثلات .. وما سوف تستنتجه هو ما استنتجته بأنهن أصبحن سيدة واحدة .. تعاني انتفاخ ملامح الوجه الموشك على الانفجار .. ويظنون أن هذا هو الجمال!!

ولنكمل .. نترك الوجه ونهبط "هبابه"، على رأي عبد العال في مسرحية "ريا وسكينة" .. وسنجد مفاجأة أخرى تُسبب لمن يراها الصدمة .. والتي من المفترض أن تقوم السيدة التي تحمل هذا المرتفع وضع لوحة تحذيرية تقول "احذر مطب قادم" .. لعله ينقلب بمعتقداته المستوحاة من الطبيعة عن اصطدام نظره بهذا "المطب" الصناعي .. ولنترك هذه المنطقة الخطر لننتقل إلى منطقة أخرى.

لا يخفى علينا أيضا أثر أصابع د. نفافيخو .. مرة من نِفسه ندلعه .. في أنوف المشاهير، وهذه ليست عضوة بنادي النفخ .. بل في نادي الشفط .. وهو عكس النفخ .. الذي يكون بالزيادة .. بينما الشفط يكون بالنقصان .. فكلهن أصبحن بأنوف دقيقة رفيعة .. شبيهه بأنف "أم منقار" .. أتذكرونها .. إحدى شخصيات ألف ليلة وليلة .. وكانت داهية .. تخطط وتدبر وتدمر .. وبالطبع ليس هدف شهيراتنا بدقة الأنف هذا العمل .. ولعل قصدهم خير .. فكلما كانت أنفهم أقصر وأصغر .. كلما كانت امكانية حشرها أكبر فيما لهن فيه .. وليس فيما ليس لهن فيه.

ولا ننسى الألوان .. بعضهن يصبح أكثر بياضا .. ليس بفعل المسحوق .. ولكن بفعل السيد الطبيب منفاخ .. بينما البعض الآخر يصبح أكثر سوادا .. ولا تعترض فهي الموضة .. اللون البرونزي .. ولا أعلم أيضا أين سر الجمال فيه .

وتمتد الألوان لتكون أكثر تنوعا وتأثيرا في العيون .. ومع تغيير الملابس يكون تغيير لون العين .. فمرة خضراء أو بنيه أوزرقاء و.. و .... إلخ.

وما تتعجب له حقا .. أن الشخصية الواحدة تصبح بأكثر من شكل .. بينما الكل، مطربات وممثلات أعضاء نادي النفخ، شبيهات كمجموعة من الصينيين متشابهوا الملامح لدرجة انك لاتستطيع ان تميز احدهما من الاخر .. معادلة غريبة .. غرابة كرة الزئبق.

وفي النهاية تخرج بمحصلة أن هذه أو تلك عبارة عن مجموع عمليات قص ولزق .. أو بمعنى أدق نفخ وشفط .. وكل ذلك من أجل الوصول للجمال .. وهن مسكينات .. فكل انسان يتحلى بجماله الخاص .. وهذا ما أؤمن به .. فالله سبحانه وتعالى خلق كل منا وله جماله الخاص.

أما نتائج هذه العمليات وخطورة هذا الطبيب .. تكمن فيما تطالعنا عليه الصحف كل يوم .. فهذا زوج على استعداد لكي يدفع كل ما يملكه لمُنفاخ باشا كي يحول زوجته صورة طبق الأصل من ممثلة مشهورة .. وأخرى تنفق تحويشه عمر زوجها وحصيلة غربته لمدة سنتين في إجراء عمليات التجميل .. والمستفيد الوحيد .. جيوب مُنفاخ العجلاتي .. التي طالها الانتفاخ.

Wednesday, September 02, 2009

أعمـى أم بصيـر


قديما كانوا يعتقدون أن العين ذات رؤية ذاتية أي أنها تطلق الضوء لكي تتحقق الرؤية، ولكن بتجربة غاية في السهولة فند العالم المسلم الحسن بن الهيثم هذا الاعتقاد، حيث مكث في حجرة مظلمة فلم يرى شيء وبالتالي أثبت أن العين لابد لها من نور حتى ترى ..

وهو ما ينطبق على قصة النصح، الناصح يوفر النور لعيني متلقي النصح لكي يرى الحقيقة ويتبين طريقه في عتمه الحياة، وكثيرا ما يحدث أن يرفض متلقي النصح هذه الخدمة ويفضل الظلام على النور ويتخبط في العتمة دون الاعتراف بأنه في حاجة للرؤية، ولذا كانت مهمة الأنبياء والرسل من أصعب المهام لأنهم يطلقون النور في طريق العامة لكي يهتدوا إلى صراط مستقيم، ولكن هيهات كانوا يكذبون ويماطلون بل ويؤذون الأنبياء والمرسلين .. إذا فهي عادة بشرية عامة إلا من رحم ربي .. وهنا يفرد الجهل جناحيه على العقل وبالتالي تفرح العينان بالظلمة وتكره النور ولا تريد أن ترى الحقيقة.

والمعادلة في الأساس صعبة فالمنصوح يرى أنه في أحسن حال حتى ولو كان على خطأ ولا يستمع بل ويعاند الناصح وقد يكرهه مدعيا أنه أدرى بمصلحته .. ويعد هذا غباء شديد فمن في الموقف تحكمه انفعالاته وعواطفه أما من هو خارجه فيرى بعين الحقيقة، ولذا يرشد هذا الجاهل .. وفي الأمثال قالوا "صديقك من صدقك وليس من خدعك" وقالوا أيضا "يا بخت من بكاني وبكى عليه ولا ضحكني وضحك الناس عليه".

ولعل التغيير والرؤية بعد العمى لهما أثرهما على الإنسان فهما يخلفا ألم ولكن لا يدوم، ولا شيء في هذه الحياة يدوم فالحزن راحل .. والفرح منتهى .. والألم له وقت ويزول .. وهذه هي الحياة كلها إلى زوال ونحن نتشبث في لا شيء ونعشقها وهي لا شيء .................

نصيحة :
لا ترفض النصيحة التي تخلف لك ألم ساعة حتى لا تتألم كل ساعة .