Sunday, April 19, 2009


سبت النــــــــور


طبعا إحنا المصريين لينا احتفالاتنا الخاصة اللي متلقيهاش في أي مكان في الدنيا
أجدادنا الفراعنة اللي أنا بحبهم جدا جدا سبولنا شويه أعياد على عادات بنحب نعملها منها شم النسيم
وقبل يوم شم النسيم والسبت اللي قبله على طول بيطلقوا عليه اسم سبت النور
أصله أيه بالظبط والله مش عارفه فرعوني ولا مش فرعوني...
بس كل اللي أعرفه أن والدتي الحبيبة تعرفه جيدا وكمان جيراننا
وسبت النور ليه حكاية معانا وإحنا صغيرين
كلنا كنا بنترعب من سبت النور
ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أقولكم
يوم سبت النور .. كانت خالتي أم أحمد نعمة .. ودي كانت جارتنا في الشارع .. وطبعا ابنها أحمد كان بيزعل لما حد بيناديله بأحمد نعمة
وعشان كده مكنش حد بيناديله بأحمد نعمة في وشه يعني .. بس من وراه كنا دايما بنقول عليه أحمد نعمة ..
ما علينا من أحمد
المهم أم أحمد .. وهي قليل ما كانت بتنزل من بيتها أصلا
لكن الغريبة إنها في اليوم دا بالذات كانت تتطوع وتحتفل بسبت النور على حسبنا .. إحنا الأطفال الغلبانين

إزاي ؟
أقولكم إزاي ؟
عشان عينينا تنور طول السنة .. لازم في اليوم دا نتكحل بالكحل الحامي...
واللي كان مصدره أمي الحبيبة .. فجدتي، الله يرحمها، كانت تمد أمي دائما بالكحل الحامي
وهو بعبع العيال الصغيرة .. أنا وأخواتي وولاد الجيران
اللي بيعمل غلط ... هاتوا الكحل الحامي
اللي مينفذش كلام أمه أو أبوه .. مفيش مشاكل ... أحنا هنحط في عينه كحل حامي
اللي يضرب ابن الجيران .. يحطوله الكحل الحامي
وهكذا أصبح الكحل الحامي عقاب لكل عاصي
وفي اليوم دا بالذات .. كنا بنتعاقب كلنا أولاد وبنات على حاجة معملنهاش بالكحل الحامي
بالنسبة لنا عقاب .. بالنسبة لأمهاتنا حماية ضد أمراض العيون


وتبدأ المأساة .. طاطاطططططططططططططططا
خالتي أم أحمد الله يمسيها بالخبر بقى
تقف على أول البيت بتاعها اللي هو قصاده البلكونة بتاعتنا .. وطبعا المشهد كان بيبقى رائع من بلكونتنا
بس مهما نضحك على العيال .. كانوا برده بيضحكوا علينا
المهم اوصفلكم المشهد
كل أم جاية لخالتي أم أحمد .. كلكوا عرفتوها طبعا .. وفي أيدها ولادها بعد مطارده عجيبة في أرجاء شارعنا يصرخون ويفلفصون .. جاية من فلفص أي إفلات
ولكن هيهات .. مهما الواحد يجري .. هيتكحل يعني هيتكحل
والأم تمسك عين ابنها او بنتها وتفتحتها بالعافية وطبعا الفلفصة شغاله وخالتي ام احمد تحط الكحل .. واللي يخلص يقعد على جنب ويعيط وطبعا لو فتح عينيه توجعه اكتر فيفضل قافلها مدة لغاية لما الوجع يروح
ودا يركن ويجي اللي بعده وهكذا
والأمهات فرحانين جدا .. والعيال يعيطوا


بس المشكلة دائما كانت عند الصبيان .. عشان بمناظرهم دي كانوا مضحكة لينا إحنا البنات
ونفضل نضحك عليهم لغاية لما الكحل يخلص من عينيهم
وطبعا هما غلابة .. وقليل ما بيكون الصبيان غلابة يعني ... يدارو اليومين دول
ولا يطلعوا البلكونة ولا ينزلوا الشارع ... عشان الكحل
وطبعا الجبروت الأموي .. جاية برده من كلمة أم
هو اللي غالبا كان بينتصر .. والأولاد والستات كله في اليوم دا بيبقى شكلهم غريب
العيال مكحلة وبتعيط ... غصب عنها طبعا
والستات برده بتعيط بس بس بخاطرها .. أي عن رضا منها .. هما اللي حطوا لنفسهم الكحل مش حد تاني
بصراحة كان بيبقى يوم منور على الأخر
والطوارئ دايما كانت بتعلن في شارعنا
والله ذكريات حلوة
كل سبت نور وعيد نسيم وإنتم طيبين
أعود من جديد


رغم بعدي الكبييييييييييييييييييييير عن مدونتي ..


عدت لها من جديد..


وأنا كلي شوق للكتابة


ولا أعلم هل ما أكتبه سيقرأه البعض .. أما أن مدونتي سقطت من الذاكرة وهجرها زوارها..

أيا كانت النتيجة فسوف أكتب؛ لأني أعشق الكتابة

.....

وها أنا أرحب بنفسي ثانية في بيت الكلمات ...

مرحبا هالة .. عود أحمد