العجــــــوز
ودمعت عيناي وقتما لامست يده يد هذا الشاب وبدأت خطواته تتسارع .............
انتابني الخوف الشديد عندما وقعت عيني عليه .. رجل بلغ من الكبرعتيا .. يزحف على الأرض .. مستندا على يديه .. وقد ربع قدميه .. فتحول بياض جلبابه إلى سواد لون الأرض.
وبفعل فوبيا الرعب من المجانين سلكت شارعا آخر لأتجنب أي فعل قد يصدر عن هذا العجوز، برغم تأكدي من أنه لا يستطيع حتى طرد ذبابة عن وجهه فهو موغل في العمر وشديد البؤس والضعف.
ولكني أرتعب من كل من فقد عقله فمهما فعل ليس عليه حرج ولا يطالب وضعه بالقصاص منه ولذا فالبعد أسلم.
مسكين هذا الرجل بلغ به الكبر والوحدة بأن يسير على هذه الحال وبهذه الطريقة ترى ما الذي جعله على هذا الحال ؟ أرثي له ولكن بقلبي ولا أستطيع مد يدي لمساعدته.
يا خوفـــــي .. مرة أخرى أراه .. ها هو قد وصل شارعنا بعد أربع ساعات رغم قصر المسافة بين المكان الأول وشارعنا .. ولكن هذه المرة على قدميه الحافيتن بينما يمسك شبشب بلاستيكي !
أكاد أجزم أني لم أرى أبطأ منه كائنا على الأرض. لعله سوف يتوقف .. ويالمصيبة لو حدث ذلك أمام منزلنا فلن أبرحه حتى يرحل أولا.
من الشرفة أراقبه .. يجرجر قدميه ينظر تارة للأرض وأخرى للطريق .. مر به أثناء رحلته العصيبة شاب وناداه العجوز .. واكتشفت أنه ليس مجنونا ناداه بأستاذ .. ولم يلتفت له الشاب ولا أعلم هل ظنه يتسول أو أنه خاف منه مثلي.
وتابع العجوز خطواته وتتبعته عيناي لا أفوت لحظة دون مراقبته .. مر شاب آخر وسمعته ينادي يا أستاذ .. يا كابتن .. ولم يتلقى الرد .. ترى لماذا يحاول لفت انتباهم ؟
وتابع العجوز خطواته وتتبعته عيناي لا أفوت لحظة دون مراقبته .. مر شاب آخر وسمعته ينادي يا أستاذ .. يا كابتن .. ولم يتلقى الرد .. ترى لماذا يحاول لفت انتباهم ؟
وكان الجواب عندما لبى الثالث نداؤه .. وهنا مد له العجوز يده فأخذ بها هذا الشاب ولم يخف .. مسكين أنه لا يتسول بل يريد من يساعده ليسرع من خطواته ..