Tuesday, February 27, 2007

أيها الصامت




تذكرت سكوته وجبنه، فآثرت أن تحدثه ، فقالت :
تلاحقني عينيك دونما النطق




لم أكن أحس بوجودك رغم وجودك
تطاردني في كل مكان ولا أشعر بك
أذكر يوم أحببت ولم أكد أصدق نفسي فمن يحبني يتحين الفرص لرؤيتي ..
يحدثني بالساعات لا أعلم عن ماذا نتحدث ؟ ولم نتحدث ؟
ولكننا لا نكف عن الكلام
نتحدث في كل شيء ونتجادل في كل شيء
وفجأة ألمح عيناك
إنها تراقبني . ترمقني . تعاتبني
بعدها أتوقف دقيقة لأفكر لماذا تتلصص علي ؟
لماذا تتجسس علي ؟
لماذا لا تتركني وشأني؟
ولعينيك قصة معي . أظنها قصة حزينة
اذكر يوم فارقت من أحب . راقبتني أيضا عينيك
وقتها ظننت أني أغرق فى الحب وأسعد من أ؛ب علي وجه الأرض، ولكنها كانت النهاية .
والسبب عيناك
لم تتركني وشأني
دسست السم داخل قصة حبي فماتت
ولم تتركها إلا وهي جثة هامدة
ومرت الأيام وقلبي يبكي
وعيناك لا أكاد أذكرهما
وجاء من ينسيني جرحي
كان حقاً الدواء
لم يتركني وحيدة وملأ عليه حياتي
ملأ عقلي قبل قلبي
فمناقشاتنا في السياسة والفن والحياة لا تنتهي
وظهرت عيناك أنها مليئة بالكره والشر
لماذا تحاصرني ولا تتحدث ؟
لماذا تطاردني؟
أدسست السم في قصتي الثانية ؟
لماذا كل هذا الكره ؟
لماذا الحقد؟
لماذا الأحزان ؟
عيناك حزينة
تحاصرني
لعلها تحبني
قررت أن أواجه هاتين العينين
وأنزع منهما رؤيتي وأمنحهما الكف عن ملاحقتي
اذكر يوم واجهتك، تحدثت عيناك ونطق لسانك
اذكر ماذا قلت لي
قلت لي أنك تعشقني دون النساء
ولم أتعجب قولك
فأنت لا تهذي
ولم تكذب عيناك
ولكني أكره الصمت
أكره طريقتك في الحياة
ألبسك صمتك جبن الحملان
كف الآن عن حبي
وأغمض عينيك عن عشقي
فإن عشقت لن أعشق عمري جبان
ليس لك في ذاكرتي إلا النسيان

Saturday, February 24, 2007


لولوووووووووووي

مصر بقت بالألوان


دعوت لحضور أحد الأفراح في إحدى المناطق الشعبية، فكانت فرصة للتخلص من يوم طويل مليء بالضغوط وتوترات العمل.
وذهبت لأخذ جرعة من الفرح والمرح وإراحة الأعصاب.

جلست كمتفرجة .. فأصدقاء العريس يجاملوه بالغناء والرقص، بينما صديقات العروس فكانت لهم قصة مختلفة.
فمن العادة أنه في الأفراح الكل يكون في قمة زينته، ولكن الجديد في هذا الفرح أن الكثير من الفتيات أضافوا لزينتهم تلون العينين، فوجدت العيون الزرقاء والخضراء والرمادية، والبركة في العدسات.
بالطبع لم أتعجب سوى لطريقة تفكيرنا، التي أصبحت مظهرية بحتة، وجرينا السريع وراء الموضة مهما كانت.

وقد اقتصرت ألوان العدسات علي ما ذكرت، لكنه لو خرجت علينا موضات جديدة للعدسات، فلما لا ترتديها النساء؟!
وأعتقد أنه خرج بعضها للأسواق منها عين القط والحرباء وبيت العنكبوت كما نرى في الصورة، فلكل الفتيات المتلونات العينين أقول لهن لستن مسايرات للموضة كما ينبغي فعليكن بارتداء هذه، ونعدكن ألا نتعجب .


ولعل ما أثار أفكاري هو لماذا لا نرض بما خلقنا الله عليه، وهو دائما الأجمل؟ لماذا لا نعتز بشرقيتنا الجميلة؟ فأجمل عيون هي السوداء والبنية والعسلية الشرقية.


وتذكرت إحدى الأخبار التي تناولت موقف نساء الهند من إعلان عن كريم لتفتيح البشرة، وكيف أنهن لم يقبلن ذلك أبدا واعترضن علي هذا الإعلان وطالبن وقفه في الحال، لأنهن يفضلن بشرتهن السمراء ولا يخجلن منها، فلها سحرها الخاص، الذي لن يتنازلن عنه.

هذا وكما ذكرت في الهند .

Thursday, February 08, 2007

ذهبت إلى السماء



في إحدى أيام الشتاء انتقل بصري من أسفل إلى السماء، فوجدت السحب تراكمت كالتلال والجبال.
فتعجبت لصنع الخالق، فما أجمل الألوان فمن الأبيض الناصع المتوهج إلى الرمادي لوحة من إبداع الرحمن.
وتمنيت أن يصبح لي جناحين لأطير بهما واستقر فوق السحاب.


وهنا سرح فكري وشت عقلي وانتقلت من الأمنية إلى عالم الخيال وفيه انتقلت إلى السحاب وتركت نفسي لإحدى السحب تنقلي أينما تشاء، فانتقلت معها إلى مسقط رأسي . كم اشتقت إليها هي بلدي وبلد والداي.
كيفي حالكم يا أهل بلدي .. بلدي خليط من أجمل الألوان الأخضر لون الأرض واللبني لون المياه والأبيض لون قلوب الناس.
ولكني عندما دققت النظر ظهر لي لون غريب عن الألوان، هناك بقعة كبيرة سوداء !!
ولم أجد أحد مع غيره من الناس وكلهم أفراد في بيوتهم وتركوا الأرض لهذه البقعة تكبر وتكبر وتحتل أسفل السماء.
وقطع عقلي حيرتي عندما صرخ في " هذه البقعة نابعة من قلوب الناس !!"
نعم لم يظلوا كما كانوا زمان ، فالكل تفرق وتشتت وتفتت إلى أفراد، ولم تعد القلوب صافية مثل لون السماء، واحتل الحقد فيها محل الحب والوفاء وفي يوم من الأيام ظهرت هذه البقعة السوداء.
تمنيت أن أخذ قطعة صافية من السماء لأمحو بها البقعة السوداء، ولكن هيهات لن أستطيع وحدي محو البقعة السوداء، الناس وحدهم من يستطيعون ذلك. أتمني أن يصحو من نومهم قبل أن تظلل عليهم هذه البقعة وتحجب عنهم ضوء الشمس وجمال السماء.


ثم انتقلت بي السحابة إلى مكان لم أره من قبل، ولكني أستطيع أن أميزه من علياء، هناك قبة خضراء ومسجد له في القلب مكانة، أنه هو هو .. المسجد الأقصى. ماله ظهر حزين مغلق الأبواب؟
ومال هؤلاء الناس مجتمعين أمامه لا يستطيعون ملء قلبه الخواء ؟ إنهم الفلسطينيون انتهى طريقهم إلي أول المسجد دون الصلاة تحت قبته الخضراء. يحاولون منع الصهاينة الطغاة من محو أثره من فوق الأرض ليقيموا هيكلهم المزعوم وتصبح دنيتهم هباء.

تمنيت بعد أن تمر من فوقهم السحابة أن أترك الفلسطينيين يعيشون في أمان وكذلك القبة الخضراء، وروح كل صهيوني ليس له حق البقاء قد قبضت من فوق الأرض وانتقلت إلى أسفل سافلين مع الجبابرة الطغاة.


ولكن هذا لم يحدث وتركتهم في حيرتهم وخوفهم وتحركت بي السحابة لتنقلني إلى بلد آخر، رأيت فيه العجب وعرفته من تمثال يقف رافعا شعلة من الأحجار الصماء. أنه تمثال الحرية في بلد تدعى الحرية، وحقا وجدتها كذلك فالكل هناك يعيش وينعم بالحرية.
ولكن هذه الحرية جعلته بلادهم حكرا عليهم، وبعد ذلك لا مانع من أن تخرج جيوشهم من أرضهم لتنزع هذا الحق من أيدي الآخرين في أي مكان يختارونه على الأرض، وتشهد أفغانستان والعراق علي ذلك وقبلهم فيتنام.
وهنا تمنيت أن ترحل بي السحابة من فوق أرض نطحات السحاب وتتركها كما كانت قبل قرون لا تعرف كل هذه الأحقاد والمكائد والسيطرة وتزيل هذا الجيل وترجع إلى الخلف لتأتي بسكانها الأصليين، الهنود الحمر، ليعيشوا في أمان ويتركوا غيرهم يعيش.

وبعد أن تركت هذه الأرض أبت السحابة علي حملي وعليها ثقل وزني فبكت وأسقطتني مع دموعها علي أرض كاحلة جرداء صفراء لا تبقي فيها المياه . ووجدت نفسي وحيدة دون البشر وكانت هذه نهايتي بعد أن تحقق حلمي وذهبت إلى السماء وشددت الرحال مع السحاب.
وتركت الأرض الصفراء وودعت ضوء الشمس وصفاء السماء وانتقلت إلى عالم آخر لم تره عين ولم تسمع عنه الآذان.

Saturday, February 03, 2007


لو أنا أولمرت


تخيلت للحظة لو كنت محل رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني أيهود أولمرت ، مجرد تخيل، كيف سيكون شعوري في لحظات يقتتل فيها أفراد الشعب الفلسطيني من حركتى حماس وفتح؟.

بالطبع سوف أكون في غاية السعادة والفرح ، وبركة يا فلسطينين ، وفرتم علي الكثير، وقت نلاحقكم فيه وحجج ومبررات لقتلكم أو جرحكم علي الأقل، ورصاص سوف يصيبكم أو يضع نهاية لحياتكم .

وكنت سوف أتوجه بالشكر والعرفان لقادة كلا من حماس وفتح ، فحصيلة القتلى والجرحى خلال عدة أيام من الخلاف لا بأس بها ، وتفي بالغرض، وكم ستكون الحصيلة لو استمرت الفتنة عدة أشهر .

ولا تسيئوا الظن بي فلست شامتا ، فقد أجد هذا يحقق مصلحتي ومصلحة شعبي ، أبعد الله عنه الفتنة، بالرغم من أني أخاف العدوى وأفكر في مصل يقيهم شرها.

وكنت سوف أقدم تعازي لأسر القتلى والجرحى، وأدعو لهم بالصبر والسلوان، وأعلم جيدا أن جرحهم أعمق مما لو كان فقدهم لأحبائهم تم على أيدي جنودي وأنصحهم بأن يعيشوا علي أرض الواقع، لست أنا وجنودي أعدائهم ، ولينتبهوا من هو العدو؟ ولا تتهموني بالاصطياد في الماء العكر، فليس هذا طبعي.
مجرد تخيل، اعتقد أنا هذا سوف يكون إحساس أولمرت في هذه اللحظات.

وبصراحة لم أجد في حياتي أمة ثقلت مصيبتها مثل أمتنا العربية ، فهي مهددة من الخارج بأعدائها مثل الصهاينة والأمريكان ، ولو حدث خلاف بين أفرادها فلا مانع من أن نوجه بمنتهي البساطة أسلحتنا إلى رؤوسنا .

هو الجنون بعينه، فمنذ متى يتحدى الإنسان نفسه ثم يضربها ثم يطلق عليها الرصاص ، ثم تنفصل روحه عن جسده وتشاهد جرحه وتلعن فكره .. فكره الذي حرضه على حياته وأراح منه أعداؤه دون عناء.
ماذا جرى لعقولنا .. الهذا الحد فرغت ؟ الهذا الحد هانت علينا أرواحنا؟

أفيقوا يا عرب واتركوا مهمة قتلكم علي أعدائكم ، فليس العار أن تقتلوا علي أيديهم ، ولكن العار كل العار أن تقتلوا أنفسكم بأيديكم .