Wednesday, January 20, 2010

أنا والشتاء وآمنه

لا أحب الشتاء .. ومن وجهة نظري هو أقسى فصول السنة .. دائما ما يسلط علينا برده القارس ورياحه اللاسعة وكثيرا ما يغيب عنا ضوء الشمس فيسكن البرد عظامنا وننكمش على أنفسنا طلبا للدفء ..

سوف يرى البعض أني أضخم الأمور لأن مصر تتميز بشتاء دافئ .. ولكن يا سادة هذه خدعة .. الشتاء هو الشتاء في أي بلد كان .. ولعلي أتمسك برأيي هذا
لأن أطرافي ذات حساسية كبيرة للبرد وكرد فعل على وجوده تتجمد هي بدورها ومهما أدفئت بها تظل مثل الثلج.

وعكس الكثير من الناس فأنا أخاف الأمطار، ليس خوف مرضي، ولكن أحب رائحتها دون أن تسقط قطراتها علي .. فلا أحتمل أن تبل ملابسي وأنا في الأساس لا أحتمل البرد فكيف بملابس مبللة.

ولأن أجمل ما في هذا الفصل هو النوم والاستمتاع بدفء الغطاء .. فكنت دائما أتمنى أن أظل نائمة ولا أفارق هذا الغطاء العزيز الغالي من أجل الذهاب في رحلة العذاب اليومية إلى المدرسة، التي كانت بمثابة عقاب لي في هذه الأيام.

بجانب منظر السماء الذي لا يقاوم وتدرجات الألوان فيها والتي كانت الشيء الوحيد الذي يجعلني أتحمل طابور الصباح للتأمل في جمالها الباهر.

وفي يوم من أيام الثانية ثانوي الباردة فاجأتنا مدرسة الكيمياء، التي أرى أنها كانت لا تجيد شرح هذه المادة، وكانت تسمى "آمنه" ودائما طالبات الفصل كانوا يلحقوا اسمها عند ذكرها بـ "وين هنادي يا أماي"، المقولة الشهيرة في فيلم "نداء الكروان".

ولكن أمنه تركت البحث عن هنادي ولاحقتنا نحن البنات البائسات، وكان قرارها الذي لا رجعة فيه "بكرة أسئلة على كل اللي درسناه في الكيمياء"

وحاولنا التفاوض بإعطائنا فرصة أسبوع للمراجعة لكنها رفضت بشدة، و توعدتنا مس آمنه قائلة "وخلي واحدة منكم تغيب بكرة".

ومادة الكيمياء أيضا لم أكن أحبها ودائما ما كنت أؤجل مذاكرتها ولا أفتح كتابها إلا قبل الامتحان بشهر .. أما ما كان يشغل بالي فكانت مادة الأحياء التي لا تفارق يدي ولا أفرغ من رسوماتها أبدا، بل كنت أشرحها لصديقاتي في الفصل واللاتي كانوا يشدن بشرحي ويستعينوا بي وقت الشدة .. وأذكر أن صديقتي في نفس الدكة كانت تقول أمام الفصل كله وهي كلها فخر في أني جارتها "دايما اقول انها بتشرح أحسن من مس الأحياء".

ولكن مدرسة الكيمياء أوقعتنا أنا والكسالى من فصلنا في حيص بيص ..
يعني البرد وأنتِ علينا يا ست أمنه.. بعد مغادرتي المدرسة حاولت جاهدة أن ألملم جوانب المنهج الثقيلة ولكن هيهات هيهات .. يكفي رخامة الكيمياء العضوية التي لم أفهمها منها قط ..

وهيأت نفسي للعقاب غدا والضرب في الشتاء ذو مذاق خاص فيكون أشد قسوة من أي فصل آخر .. فالألم لا ينقطع بسهولة والاحمرار لا يختفي إلا بعد عناء .. أمري لله "هتعمل ايه يعني ضربتين من العصايه على ايدي ؟ لن تفعل الكثير!"

وفي اليوم التالي .. لم أسمع صوت أمي الحبيب وهي توقظني .. وكانت معاناة يومية لها أن توقظني أنا وأخوتي وكل منا يتمسك بالدفء والغطاء ولا يريد مفارقتهم تحت أي ضغط .. وفي النهاية نستسلم للأمر الواقع ونتوجه مبكرا للمدرسة.

استيقظت وحدي وفي بالي تعشش أمنهوأسئلتها .. وسألت أمي .. ليه مصحتنيش يا أمي تلاقيني اتأخرت على المدرسة ..

وجاء صوت أمي الحاني .. نامي نامي .. انهارده مطره وسيول ومحدش هيعرف يمشي في الشوراع .

أيه بجد ؟ الحمد لله .. وقلت في بالي أكيد آمنه لم تقل في كلامها .. إن شاء الله.. هههه


وكان هذا أكثر يوم أحببته في الشتاء .. ورجعت إلى الدفء وتمسكت بغطائي في هذا اليوم.

وغابت كل الفتيات في هذا اليوم ماعدا فتاة واحدة متمسكة جدا بالعهد الذي أخذته علينا مس آمنه .. وفي اليوم التالي ليوم المطره العظيم لامتنا زميلتنا ريهام "إزاي كلكم تغيبوا وتسيبوني وحدي في المدرسة كلها"

المدرسة كلها !! إزاي يعني

أنا نزلت من بيتنا رغم المطره دي كلها وخدت تاكسي للمدرسة .. وملقتش ولا طالبة ولا مدرس ولا مدرسة ..

ههههههههههههه .. تستاهلي بجد .. عشان تبقي تسمعي كلام مس آمنه أوي .. حتى مس آمنه نفسها غابت في هذا اليوم

Thursday, January 14, 2010

إلى رحمة الله يا بسيوني

"الحياة كلمة طيبة وصديق . وهي بذلك تعتبر من أغلى ثروات الدنيا" هكذا كان يرى زميلنا العزيز وأخونا بسيوني الصبيحي الدنيا .. كما دون لدي في أجندة الذكريات بتاريخ 9/5/2001، وهي السنة الدراسية الأخيرة لنا في قسم الصحافة - كلية الإعلام، وأجندة الذكريات هذه كنت أنتقل بها خلال سنواتي الدراسية .. وبها كلمات مدونة لكل أصدقاء الدراسة.

الحياة بالنسبة لبسيوني كانت كلمة طيبة وصديق .. وهو من يقول ويفعل.. فكان كلامه كله طيب وكان أكثرنا حرصا على استمرار الصداقة.

وكان الأغلبية منا انتقائي في مسألة الصداقة هذه، ولكن ما لاحظته أن أغلبية دفعة 2001 كانوا لبسيوني أصدقاء، فهو ببسمة لا تفارق وجهه وبهدوء خلوق كان يصادق الجميع ويودهم ..

أذكر ذلك اليوم الذي حكى لي قصته مع أول تحقيق سوف يقوم بعمله في "آخر ساعة" وكان حول سيدات يعملن بأعمال الرجال .. فقابل الجزارة وسائقة التاكسي .. إلخ .. وكيف استغرق الموضوع منه الوقت وبذل فيه الكثير من الجهد .. ولكنه كان في غاية السعادة وقت نشره..

وبعدها أسدى لي النصيحة بأن أعمل منذ الدراسة بالجرائد، فهذا هو المستقبل الحقيقي .. ولكني كنت أخاف إذا فضلت الصحافة على الدراسة أن أرسب وهذا ما لا اتحمله.. بينما كان هو أكثر شجاعة مني .. وفي النهاية نجحنا جميعا...

وبعد التخرج أخذتنا الدنيا وأقحمتنا في المطحنة وانشغل الكل بحياته بعيدا عن الآخرين. وظل واحد يذكرنا جميعا ويودنا جميعا وهو بسيوني، رحمة الله عليه، فكان نعم الصديق الوفي .. ومن حين لآخر يحرص على الاطمئنان علينا جميعا .. ولا يغضب ممن لا يسأل عليه بل يبادر هو بالاتصال به والسؤال على أحواله.

ومن يومين تذوقت مرارة خبر غاية في الحزن وقع على رأسي كالصاعقة .. انتقل بسيوني إلى رحمة الله تعالى .. حزن ثقيييييييييل

افتقدناك حقا . فكنت بيننا رمز للطيبة والإخلاص والوفاء.

ولا أملك الآن إلا أن أدعو له "اللهم اسكنه فسيح جناته وأغفر له ذنوبه وتقبله في رحمتك يا رحمن يا رحيم"

Friday, January 08, 2010

المجلس الموقـــــر
واللي يحب النبي يصقف !
تعجب الإعلامي أحمد المسلماني في برنامجه "الطبعة الأولى" من موجة التصفيق الحارة التي حطت على مجلس الشعب المصري بمناسبة وبغير مناسبة .
فبعد إعلان رئيس مجلس الشعب المصري د. فتحي سرور التغيير الوزاري المصغر الحادث مؤخرا .. فعند نطقه لاسم الوزراء الجدد غرق المجلس في فيضان تصفيق غير منقطعة النظير .. وبسخرية يعلق أحمد المسلماني على ذلك قائلا ماذا فعل ذلك أو ذاك حتى يحظوا بكل هذا التشجيع الهائل .. لم نرى منهما شيئا بعد يستحق كل هذا ..
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل عند نطق د. فتحي سرور أسماء الوزراء تاركي الوزارة نفس درجة التصفيق الحادة ..
ولا نعرف هل المجلس مقتنع بما يفعل أم أنها موضة تشتت المتابع له .. هل هم راضون عمن رحل أو أنهم يساندوا الجديد .... مجلس بلا موقف.
وما فعله نواب الشعب استفز رئيس المجلس الذي لفت نظر النواب بقوله "هنا مجلس الشعب المجلس الموقر" .. لعل هذه المهزلة تنتهي ..
وأتساءل أهؤلاء هم نواب الشعب الذين يعبرون عن مطالبه حقا وهم الكرباج الذي يعاقب أي وزير أساء أو مسئول تهاون في حق الشعب !!؟؟ أم أنهم شلة من المطيباطية أومن أتباع اللي يحب النبي يصقف !!؟؟