Thursday, July 27, 2006

إسرائيل تقتل الأطفال في بطون أمهاتهم

حقا .. إنها معركة وجود وليست معركة حدود، هذا ملخص ما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كما تؤكد وثيقة إسرائيلية، حيث حذرت من ظاهرة تعدد الزوجات لدى فلسطينيي 48، وكثرة الإنجاب لديهم، معتبرة أن ذلك يمثل تهديدا لأمن إسرائيل القومي في المستقبل.


ودعت الوثيقة، التي كشفت عنها صحيفة معاريف الإسرائيلية، الحكومة الإسرائيلية إلى "سن قوانين جديدة وإعادة النظر في التشريعات الحالية؛ لمحاربة هذه الظاهرة دون هوادة".هذا بجانب ما رصدته "شولاميت ألوني" مؤسِّسة حركة "ميرتس" اليسارية في مقال لها نشرته قبل عدة سنوات من محاولات وسياسات إسرائيلية للحد من النسل العربي, وتشجيع النساء العربيات على استعمال حبوب منع الحمل؛ بهدف الحد من عدد الأطفال العرب وتقليل الإنجاب.

ونستطيع القول أن قيادات إسرائيل قررت بشكل أو بأخر القضاء علي مستقبل فلسطين بقتل الأطفال في عمر الزهور بدم بارد وبوسائل وحشية. وقائمة مقاومة تزايد الفلسطينيين مليئة بعده وسائل خبيثة تضم القتل المباشر للأطفال والأسر أو تدميرهم صحيا ونفسيا بطرق شتي.

قتل الأجنة

تحارب قوات الاحتلال الإسرائيلي الأجنة في بطون أمهاتهم، وخير شاهد علي ذلك حواجز الاحتلال، التي يتعامل عندها الجنود مع الكل بشكل واحد فلا اعتبار لمريض أو امرأة في حالة وضع أو شيخ كبير أو طفل، وكثيرا ما حدث أن تمنع امرأة وهي في حالة ولادة من الوصول إلي المستشفي، وتلد المسكينة علي الحاجز أو تلقي وجه رب كريم مع جنينها قبل أن يري نور الحياة، ويتكرر هذا المشهد دائما مع العديد من الفلسطينيات، مثل ما حدث لشابة فلسطينية حامل لفظت أنفاسها الأخيرة اثر منع قوات الاحتلال المتواجدة على مدخل قلقيلية الشمالي لسيارة كانت تقلها إلى المستشفى بعد أن فاجأتها آلام المخاض.


وبين أهل الشهيدة رنا الجيوسي البالغة من العمر 21 عاما أنها توجهت بصحبة زوجها إلى طبيب في بلدة عزون لإنجاب مولودهما الأول لعدم تمكنهما من الوصول إلى طولكرم غير أنها تعرضت في الطريق لنزيف حاد فاضطر أهلها إلى الذهاب بها إلى مستشفى الوكالة في قلقيلية ولكن جنود الاحتلال على الحاجز منعوا سيارة الإسعاف من المرور.وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الفلسطينيات اللاتي أنجبن عند الحواجز الإسرائيلية وصل إلى 69منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وأكدت المنظمة أن الحواجز الإسرائيلية تسببت في تأخير حصول المرأة الفلسطينية على العناية الإنجابية وإلى زيادة احتمال وفاة النساء المنجبات.

لو كسروا عظامي

ماذا يفعل حجر يلقيه عصفور صغير علي جندي مدجج بالسلاح أو علي إحدى دبابات الاحتلال؟! أظن أنها لن تفعل شيء أبعد من إعلان رفض العصفور للجبروت والظلم، ولكن صاحب الجبروت يأبى أن يترك العصفور طليق يغرد ويشدو بأغانيه الحزينة فيصوب إليه نيران بندقيته لتنتهي حياته في عالم الغاب، في ظل صمت قاتل من الجميع.وهذا ما ترويه لنا قصص العديد من أطفال فلسطين، حتى الرضع طاردتهم نيران جنود الاحتلال، والتي قتلت الرضيعة "إيمان حجو" والرضيعة "هدى شلوف" التي لا يتعدى عمرها 18 شهرا.

أما الأطفال في عمر الزهور فيتم قطفها من علي أغصانها بمنتهي السهولة من قبل أيدي الاحتلال الإسرائيلي، ومحمد الدرة شاهده العالم كله في مشهد يدمي له القلب، فمات وهو في حضن أبيه دون أن يقترف أي ذنب سوي أنه طفل فلسطيني.

ولا ننسي الطفل، الذي شهد له العالم بالشجاعة، فارس عودة، الذي تحدي دبابة إسرائيلية بحجر صغير دون أن تنتابه لحظة خوف، ولكنه قُتل بأيدي الغدر الإسرائيلية بعد ذلك المشهد بأسبوع. وفارس، 14 عاما، طفل عادي مثل بقية الأطفال يعيش مع أسرته المكونة من ستة أفراد يحب اللحم ويعشق الدبكة الشعبية ودروس الرياضة والدين، أما أغنيته المفضلة فكانت ""لو كسروا عظامي مش خايف لو هدوا البيت مش خايف ".

لكن حياته انقلبت رأسا علي عقب بعد استشهاد ابن خالته "شادي" برصاص الاحتلال على معبر المنطار.فعندها تحولت حياته إلى حزن دائم، تقول والدته، لجريدة الحياة الجديدة، "قبل يوم من استشهاده شهدت صورته في التلفزيون وهو يقف أمام الدبابة وطلبت منه ألا يكرر ذلك وإلا تعرض لضرب والده وقطع مصروف المدرسة عنه". لكنه قال لوالدته أن ابن خالته الشهيد شادي أتاه في الحلم وطلب منه الانتقام. وكانت والدته تمنعه من الذهاب إلي معبر المنطار الذي استشهد به ابن خالته.


وفي صباح أحد الأيام خرج فارس مبكرا من منزله يحمل بيده مقلاعا بعد أن جهز لنفسه إكليلا من الزهور زينه بصورته وبعبارة خطها بيده " الشهيد البطل فارس عودة " . يقول صديقة رامي كنت انتظره ككل صباح للذهاب إلى المدرسة فكان على غير عادته معطرا يحمل إكليلا من الورد، وقال لي ساعدني لكي اعلق الإكليل على باب المنزل. ويكمل رامي، في معبر المنطار كان فارس يتعمد تحدي الدبابة والاقتراب منها. وعندما سألناه لماذا يفعل ذلك كان يجيب بأغنية " لو كسروا عظامي مش خايف ولو هدوا البيت مش خايف". بعدها أعيد فارس إلى والدته شهيدا برصاصة من نوع 500 قطعت معظم شرايينه وأوردة رقبته.


عذاب الأسر

إذا لم يقتل الطفل قبل أن يري نور الدنيا وإن لم تصبه رصاصات الغدر، فلا مانع من أسره، وتعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات الأطفال في سجونها، وما يحدث أن جنود الاحتلال يتوجهون إلي منازل الأطفال ويأسروهم دون أي تهمة، وداخل سجون الاحتلال يلقون ما هو أبشع من أن يوصف، حيث تختفي كلمة حقوق من قاموس زنازين الاحتلال .فهناك يذوقون أصناف العذاب من ضرب وحرمان من النوم والطعام، والتهديد والشتائم والتحرش الجنسي، والحرمان من الزيارة، واستخدام أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات، والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.


ويحكي ماهر (17 عاماً) لوكالة الأنباء الفلسطينية، من محافظة جنين بالضفة الغربية، الذي اعتقلته قوات الاحتلال من منزل عائلته في السابع والعشرين من شهر مارس 2004، ولم يعرف سبب اعتقاله، وأن قوات الاحتلال داهمت منزله بعد منتصف الليل، وأخبروه أنه مطلوب، وانهال جنود الاحتلال عليه بالضرب المبرح، منذ لحظة اعتقاله وحتى وصوله إلى معسكر سالم .


وأوضح أن التحقيق معه استمر لمدة 24 يوماً، وأن الزنازين صغيرة الحجم (2،2 متر)، وفي كل زنزانة أسيران، وأن لون الزنازين رمادي داكن، وحيطانها خشنة الملمس، ومن الصعب الاتكاء عليها، وأن الأسرى ينامون على الأرض، والفرشات والأغطية نتنة الرائحة، والمرحاض عبارة عن فتحة في أرضية الزنزانة. وأكد أن المحققين هددوه أكثر من مرة بهدم منزله واعتقال أهله، وخاصةً والدته، إذا لم يعترف بالتهم الملفقة له، منوهاً بأنه وغيره من الأطفال الأسرى يتعرضون لتحرشات جنسية من قبل المحققين الإسرائيليين، الذين يهددونهم بالاغتصاب.


وقال إنه اعترف ببعض التهم التي ألصقت به، بعد أن نصحه أسير آخر بالاعتراف، كي يتفادى التحقيق العسكري .وأضاف أنه مكث في الزنازين مدة 76 يوماً، وانتهى التحقيق معه في اليوم الرابع والأربعين من الاعتقال. وبعد ذلك، نقل إلى سجن تلموند ، حيث يقبع حالياً بانتظار المحاكمة.

قلوب مرتجفة

ويضاف إلي وسائل إسرائيل في محاربة حياة أطفال فلسطين وسيلة الترهيب، حيث أكد "ستيف سوسبي" مؤسس ورئيس مجلس إدارة صندوق إغاثة الأطفال في فلسطين، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أنه نتيجة للجرائم الوحشية التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة فإن 90% من الأطفال الفلسطينيين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة شبيهة بتلك التي تعرض لها الجنود الأمريكيين أثناء حرب فيتنام.


ودعا سوسبي المجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف المأساة اليومية التي يعانيها الأطفال الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، محملا مسئولية ذلك لجميع الفعاليات والقوي الحية الدولية التي تؤمن وتعمل من أجل العدالة والقيم الإنسانية، ومؤكدا رفضه للأعمال البربرية الإسرائيلية ضد المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ.والهدف من ترويع الأطفال جاء علي لسان أحد جنرالات إسرائيل خلال الانتفاضة الأولى 1987، الذي دعا إلى " زرع الخوف والجبن في نفوس الأطفال الفلسطينيين حتى تقتل روح المقاومة في الأجيال القادمة"

"ويمكرون ويمكر الله"

بعد التدبير والتخطيط للقضاء علي أطفال فلسطين إلا أن قدرة الله، سبحانه وتعالي، فوق كل تدبير وكل تخطيط ، حيث جعل المرأة الفلسطينية هي الأعلى خصوبة علي مستوي العالم .وقد تجلت هذه القدرة الإلهية في المعجزة التي حدثت بمدينة رفح بعدما دمرت طائرات الاباتشي الإسرائيلية مدينة رفح وحصدت أرواح مواطنيها، ثم وضعت نساء المدينة عدد من المواليد يقارب عدد الشهداء الذين استشهدوا خلال عملية التوغل علي المدينة.

وقد أكدت مصادر في وزارة الصحة الفلسطينية يوم الواحد والعشرون من شهر مايو 2004 أن 39 مولودا ولدوا في مدنية رفح المنكوبة خلال ثلاثة أيام. وقال مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة الدكتور معاوية حسنين أن 39 مولودا ذكرا مّن الله تعالى بهم على مدينة رفح خلالا الأيام الثلاثة التي تعرضت فيها المدنية للاجتياح والاحتلال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

No comments: