Thursday, July 27, 2006

لا تقل .. بل قل
معاً نمزق القاموس الإعلامي الصهيوني


من المعروف أن الاحتلال الصهيوني يجيد التلاعب بالألفاظ واستحداث المصطلحات والتسويق لها من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها، بل وفرضها على كافة وسائل الإعلام العالمية بما في ذلك العربية نفسها، وللأسف الشديد تتسابق هذه الوسائل في نشر هذه المصطلحات، وكأنها موضة مفروضة علينا ونكون متأخرين متخلفين لو لم نتبعها.
ولكي يكون وجود الاحتلال إسرائيل غير شاذ، بما أنها ليست دولة عربية أو إسلامية، فقد عمل علي تلوين بعض المصطلحات بألوان تخدم أهدافها وتخدع الناظرين للمنطقة ويظن أنه جزء ليس بغريب عنها بل هو أصلاً فيها.
وبراعة الخداع تتجلى في استعمال بعض الألفاظ والمصطلحات، والتي لابد علي وسائل الإعلام وعلينا كأفراد عدم ترديدها، حتى لا نحقق لهم ما يحلمون به، وتعتاد ألسنتنا على النطق بحروفهم ، مما قد يصيبنا بتلف في الأحبال الصوتية ينتج عنه اختناق، ثم نصاب بسكتة عروبية لا نفوق بعدها أبدا، ولتجنب ذلك إليكم روشتة صحية لتجنب الإصابة بهذا المرض، وهي: لا تقل . بل قل ، والتي تتضمن الآتي:
لا تقل : الشرق الأوسط .. بل قل : المشرق الإسلامي أو المنطقة العربية
فكما قلنا يريد اليهود إلقاء الشرعية علي وجودهم في المنطقة العربية الإسلامية، بالرغم من أنهم يدينون اليهودية، كما أنهم محلتين للأراضي الفلسطينية، لذا تفتقت قريحتهم عن مصطلح " الشرق الأوسط "، وهو مصطلح مطاط بإمكانه أن يضمن كل دول المنطقة العربية الإسلامية بما فيهم إسرائيل. وللأسف أنه قد كان ، ولا تترك نشرة أخبار أو تقرير صحفي أو مقال عند التحدث على المنطقة إلا وجاء مصطلح الشرق الأوسط ضمنها ، ولذا نكتفي بهذا القدر من ترديد هذا المصطلح ولننسي ما قد حدث، ولنقل الآن : المشرق الإسلامي ، أو العالم العربي، أو المنطقة العربية الإسلامية .

لا تقل : حائط المبكي .. بل قل : حائط البراق
حائط البراق هو الحائط الذي تشرف بربط دابة الرسول صلي الله عليه وسلم، وهي البراق، به أثناء رحلة الإسراء والمعراج، وهو جزء من أجزاء الحرم القدسي الشريف، وهو يحيط الحرم من الناحية الغربية، ويبلغ طوله 156 قدماً وارتفاعه 56 قدماً ، ويبلغ عرضه 11 قدماً ومساحته 120قدماً مربعاً وهو مبنى من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 16 قدماً .

أطلق عليه اليهود حائط المبكى ، ويدعون أنه من بقايا هيكلهم القديم، ويوجد أمامه رصيف يقف عليه اليهود عندما يزورون الحائط بقصد البكاء ، ولندعهم ببكائهم و خداعهم تاركين تسميتهم، التي لا تدل إلا علي افتراء جديد ومحاولة لمحو اسم مكان شرفه رسول الله صلي الله عليه وسلم بربط دابته به، وهو مكان مقدس يلوثه الآن اليهود بدموع التماسيح الزائفة، ولذا فعلينا استرداد أبسط حقوقنا بإطلاق اسمه الحقيقي عليه وهو "حائط البراق"، حيث أن الثابت شرعا وقانونا بأن "حائط البراق" جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.
لا تقل : محور فيلادلفي .. بل قل : محور صلاح الدين
وضمن خطتها استبدلت عقول الاحتلال الإسرائيلي مصطلح محور صلاح الدين، البطل المسلم العربي الذي حرر الأرض المباركة أرض المقدس من جبروت الصليبيين وأعاد إلي المسلمين المسجد الأقصى، إلي محور فيلادلفي، وهو المصطلح الاستعماري الذي توصلوا إليه ، ولعل إطلاق اسم صلاح الدين علي المحور يذكرهم بأن هذه الأرض ليست لهم، وسوف يأتي اليوم الذي ينتهي وجودهم منها، علي يد صلاح الدين جديد ، ولذا فلهم عذرهم بإطلاق هذه التسمية علي هذا المحور، ولكن نحن ليس لنا أي عذر في ترديد هذا المسمي، فلنترك محور فيلادلفي جانبا ونفخر باسم القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي.
وفي هذا السياق، أهاب برلمان مدينة رفح مؤخرا بالإعلاميين عدم استخدام مصطلح "محور فيلاديلفي" الذي تطلقه قوات الاحتلال على محور صلاح الدين الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية ومصر ،وقال البرلمان الصغير في بيان وزعه على وسائل الإعلام، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال متربصاً بتاريخ وثقافة فلسطين ويعمل الآن على طمس اسم المدخل الجنوبي لفلسطين، بإطلاق اسم "محور فيلاديلفي" بدلاً من محور صلاح الدين الأيوبي الذي يمتد من شرق رفح إلى غربها بحراً.
لا تقل : معتقل فلسطيني .. بل قل : أسير فلسطيني
الأسير فى اللغة : هو من يقبض عليه في حرب أو معركة، وبما أن الوضع الحالي هي حالة حرب قائمة بين اليهود والفلسطينيين ، إذا فمن يلقون القبض عليهم هم أسري وليسوا معتقلين ، فمن يقعوا تحت قبضة المحتلين لم يرتكبوا أي جرم سوي أنهم فلسطينيون ، أصحاب الأرض المحتلة، وبالطبع ليس من مصلحة الدولة العبرية الاعتراف بذلك، حتي تجد الحرية الكاملة في معاملتهم كمجرمين، وعدم معاملتهم كأسرى حرب، واعتراف منهم بسيادتهم على أرض فلسطين المحتلة ، فوصف الفلسطيني القابع في سجون الاحتلال الصهيوني بالمعتقل هو اعتراف ضمني فى أحقيتها للأرض ، أما الوصف الصحيح لهم فهو أسري حرب.
لا تقل : مستوطنات إسرائيلية .. بل قل : مستعمرات يهودية
المستوطنة مصطلح يهودي رقيق للتخفيف من حده قبح الاحتلال وما يرتكبه من اعتداءات يومية علي أصحاب الأرض المقدسة، والأصل هو إطلاق مصطلح مستعمرة على المناطق التي تأخذها قوات الاحتلال الصهيوني من الفلسطينيين عنوه وتعمل على طردهم منها، وإحلال مساكن خاصة باليهود فيها، وهو عملية احتلال واستعمار واضحة ، ولذا فالمصطلح الصحيح هو مستعمرات يهودية وليس مستوطنات إسرائيلية.
لا تقل : الخليج الفارسي .. بل قل : الخليج العربي
ولحقد الصهيونية الدفين والمستمر على كل ما هو عربي، فهي تطلق أيضا مصطلح الخليج الفارسي علي الخليج العربي.

1 comment:

Anonymous said...

ألف مبروك يا هالة مدونتك الجديدة .. أعجبني هذا الموضوع الخاص بتدقيق المصطلحات لأهميته؛ إلا أن لي ملاحظتين على المدونة بشكل عام؛ أولها غلبة القتامة؛ فالمعتقين بالجرايد؛ خاصة خريجي أقسام الصحافة، ينبهون دوما إلى أهمية إضفاء بعض البياض على الموضوعات أو على العدد بشكل عام مهما كان الواقع المرصود محبطا؛ كما أرى أن التصريح بالاسم يحد من حرية المدون فتخرج مدونته بشكل تقليدي، دون التشويق والتميز اللذين تضفيهما الفضفضة .