Thursday, May 24, 2012


ما بين الشمس والشمسية .. والاختيار بين الظل والحرور



"الجردل" و"الكنكة"..  من أطرف الرموز الانتخابية التي جاءت على سبيل الاضحاك في فيلم "بخيت وعديله" .. وهي رموز رغم غرابتها.. إلا أنها لم تؤثر على شعبيتهم .. وفاز كلاهما في الانتخابات ضمن إطار كوميدي.

أما دلالات رموز المرشحين لانتخابات الرئاسية فقد تحمل، وبنظرة "تأملية بحته" .. بعض الصفات التي قد تمت بصلة بطبيعة المرشحين .. من قريب أو بعيد .. وغيرها لا يتعدي كونه رمز، لزوم اكتمال الصورة الترشيحية له.

ولعل أكثر الرموز الموفقة، من وجهة نظري، هو رمز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فـ"الحصان" يحمل من الصفات الجميلة العديد والعديد .. بينما عيوبه تكاد تكون غير مذكورة بالمرة،  فهو يتحلى بالجمال و"الشجاعة"، حيث يثبت في المعارك .. واكتمال اللياقة .. والصبر والذكاء .. والوفاء ..و"عدم الشراهة"، حيث يكتفي بالقليل من الطعام ولا يفقد حماسه تبعا لذلك.

ولعل هذه الصفات يراها مؤيدو أبو الفتوح فيه بما لا يترك شك في أنه "الجواد الرابح" في سباق الرئاسة، ولعله السر وراء اختيار أبو الفتوح لهذا الرمز، الذي يحمل في طياته الكثير من التفاؤل بالفوز.
أما رمز "الشمس"، الذي يعبر عن المرشح عمرو موسى، فهو يحمل من الصفات جميلها وعكسها أيضا، فالشمس "مطلوبة" و"نادرة" في فص الشتاء .. ونتلهف على التعرض لأشاعتها .. بينما لا تطاق في الصيف .. فأشعتها "حارقة" يهرب الجميع منها ..

وهي المعاني التي تنطوي ليس فقط على عمرو موسي، في حالة فوزه، بل كافة الرؤساء حاليا، الذين إذا "رضوا" أكرموا بشدة .. وإذا "غضبوا" أحرقوا .. بينما الوصول إليهم، من "المواطنين العاديين" بالطبع،  كالوصول للشمس .. "مستحيل" .. ولعل موسى بشر بذلك، دون قصد، عندما أصر على تواجده بـ"القصر الرئاسي" .. وهو ما يعني الحدود والفواصل والأسلاك الشائكة .. والحراسات "المشددة".

أما "الميزان"، رمز مرشح الإخوان المسلمين "محمد مرسي" .. فهو يشير بلا شك إلى العدل والإنصاف .. وهو ما يتمناه كافة مؤيدوه .. ومن المؤكد أنهم لا يتخيلون أن تميل أحد كفات الميزان ليكيل بمكيالين.

و"الشمسية" .. رمز ظريف .. حمله الدكتور محمد سليم العوا .. يحمل به الوعد من الحماية من "الشمس الحارقة" وأيضا "الأمطار الهاطلة"، ولعل حماية "الرأس" هو المسعى الذي يستحق الاحترام .. فهذه الرأس غيبها مبارك وحاشيته لمدة 30 عام .. أما العوا فهو مفكر إسلامي يهتم بتشغيل العقل ..

"النسر" .. كان اختيار حمدين صباحي .. فهو يأتي في صدر العلم لمصري، وهو رمز وطني .. فالنسر يتوسط علم مصر .. وهو يدل على الكثير من الصفات الإيجابية كالشجاعة والصمود والإقدام والكرامة والعلو والسمو.

إلا أنه رمز "غير موفق" .. إذا نظرنا إلى حقيقة النسر .. كأكبر الجوارح .. الذي لا يحمل صفات جيدة.. فهو من المخلوقات الوضيعة، لأنه يتصف بالجبن، حيث لا يأكل إلا الجيف، بينما العقاب مثلا لا تأكل إلا من صيد مخالبها .. أما سبب تفضيل النسر .. في وقتنا هذا .. أتى من خطأ ترجمة، حيث ترجم العرب عن الأمريكان اسم الطير المفضل لديهم .. بالنسر .. ولكن الصحيح هو العقاب.

أما "السلم" .. الذي يرمز للفريق أحمد شفيق .. فيعني أداة الوصول إلى "القمة" .. وقمة الدولة الآن هي كرسي الرئاسة، التي يريد الوصول إليه شفيق من خلال "السلم".. ولعل الدلالة الأبرز من السلم هي "الوصولية".

"النجمة"، رمز محمود حسام الدين، والنجمة في تألقها .. غالبا ما تُذكر للدلالة على الاستحالة وروح المغامرة، فيضرب بها المثل "أجيبلك نجمة من السماء"، لأنها "بعيدة المنال"، وينطبق عليها ما قلناه عن "الشمس"، فطبيعة الرؤساء عامة كما "النجوم" .. يظهرون أمامنا في التليفزيونات وعلى صفحات الجرائد .. ولكن الشعوب لا تدرك رؤيتهم معاينة بفضل الحرس الحديدي.

"الهرم" .. رمز أبو العز الحريري .. يحمل معنى الحضارة والعراقة .. وهو أشهر رمز به تعرف مصر في دول الخارج، وهو يعكس أيضا الصمود .. فالأهرامات من أهم عجائب الدنيا الباقية حتى الآن .. التي صمدت ضد مصائب الدهر ولم تنهدم .. ولكنها من جانب آخر ترتبط بالفراعنة .. بل وتسجد الفرق  الشاسع بين قبورهم وقبور عامة .. حتى في القبور هناك "الأمير" و"الغفير"

أما رمز "الشجرة" لخالد علي، فيعطي احساس بـ"الراحة" و"الظل" و"العطاء" .. فالشجرة دائما تعني الهروب من الشمس الحارقة .. إلى الظل الحاني .. بجانب ثمارها التي تأتي في ميعادها دون أن تخلفه يوما.. ولأن خالد على من المرشحين المحسوبين على تيار الثورة .. فلعل لهذا الرمز دلالة قطف الثمار بعد ثورة 25 يناير، التي ينتظرها الشعب المصري بفارغ الصبر.

المستشار هشام البسطويسي .. "ساعة اليد"، وتعني تقديس الوقت ، والوقت سيف لو لم تقطعه قطعك وفي العصر البائد كان المثل الرائج هي "موت يا حمار" دلالة على انتهاء عمر الانسان دون أن ينال مراده حتى وإن كان طلب في غاية البساطة، وهي كما الرموز السابقة تحمل وجهين إما الإضاعة أو كسب الوقت وتنفيذ الكلام بجدول زمني دقيق.