تذكرت سكوته وجبنه، فآثرت أن تحدثه ، فقالت :
تلاحقني عينيك دونما النطق

لم أكن أحس بوجودك رغم وجودك
تطاردني في كل مكان ولا أشعر بك
أذكر يوم أحببت ولم أكد أصدق نفسي فمن يحبني يتحين الفرص لرؤيتي ..
يحدثني بالساعات لا أعلم عن ماذا نتحدث ؟ ولم نتحدث ؟
ولكننا لا نكف عن الكلام
نتحدث في كل شيء ونتجادل في كل شيء
وفجأة ألمح عيناك
إنها تراقبني . ترمقني . تعاتبني
بعدها أتوقف دقيقة لأفكر لماذا تتلصص علي ؟
لماذا تتجسس علي ؟
لماذا لا تتركني وشأني؟
ولعينيك قصة معي . أظنها قصة حزينة
اذكر يوم فارقت من أحب . راقبتني أيضا عينيك
وقتها ظننت أني أغرق فى الحب وأسعد من أ؛ب علي وجه الأرض، ولكنها كانت النهاية .
والسبب عيناك
لم تتركني وشأني
دسست السم داخل قصة حبي فماتت
ولم تتركها إلا وهي جثة هامدة
ومرت الأيام وقلبي يبكي
وعيناك لا أكاد أذكرهما
وجاء من ينسيني جرحي
كان حقاً الدواء
لم يتركني وحيدة وملأ عليه حياتي
ملأ عقلي قبل قلبي
فمناقشاتنا في السياسة والفن والحياة لا تنتهي
وظهرت عيناك أنها مليئة بالكره والشر
لماذا تحاصرني ولا تتحدث ؟
لماذا تطاردني؟
أدسست السم في قصتي الثانية ؟
لماذا كل هذا الكره ؟
لماذا الحقد؟
لماذا الأحزان ؟
عيناك حزينة
تحاصرني
لعلها تحبني
قررت أن أواجه هاتين العينين
وأنزع منهما رؤيتي وأمنحهما الكف عن ملاحقتي
اذكر يوم واجهتك، تحدثت عيناك ونطق لسانك
اذكر ماذا قلت لي
قلت لي أنك تعشقني دون النساء
ولم أتعجب قولك
فأنت لا تهذي
ولم تكذب عيناك
ولكني أكره الصمت
أكره طريقتك في الحياة
ألبسك صمتك جبن الحملان
كف الآن عن حبي
وأغمض عينيك عن عشقي
فإن عشقت لن أعشق عمري جبان
ليس لك في ذاكرتي إلا النسيان