Tuesday, August 08, 2006


دموع السنيورة



بعد أن انحسرت دموعي .. بدأت دموعه في الانهمار، ولكنها دموع مختلفة .. دموع أقوي .. دموع أشجع .. وكانت هذه الدموع هي أصدق تعبير عن معاناة الشعب اللبناني من خلال عيون رئيس وزراءه فؤاد السنيورة، فهو مسئول بدرجة إنسان، يبكي على كل شهيد وكل جريح وكل مهجر من بلده .. يبكي علي أجمل بقاع الأرض، التي أصبحت رماد وحطام .. يبكي علي عالم أبكم متعامي .. يرى ولا يعلق حتى بكلمة .. فهو مشاهد أخرس.

وقلوبنا نحن مع السنيورة .. نردد معه آية {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }، والتي اختتم بها كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية العرب في العاصمة اللبنانية بيروت، وندعو للبنان وشعبها ورئيس وزرائها بالثبات والنصر، ونقول لهم بما أنكم أنت الأعلون فلا تهنوا ولا تحزنوا، فالله معكم.

وعقد أخيرا هذا الاجتماع في العاصمة اللبنانية بعد محاولات ومشاورات ومفاوضات استمرت لمدة 26 يوما، وكان هذا أبعد ما وصلت إليه الأمة العربية، والتي عندما ذكرها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اختنق صوته بالبكاء، ربما لما تعاني منه من الوهن والضعف، فهي مازالت واقفة مكتوفة الأيدي معصوبة العين مكبلة اللسان أمام العدوان الصهيوني الغاشم علي لبنان، ولكنه أعطاها جرعة منشطة لتفوق من الثبات العميق بقوله : " إن عروبتنا في لبنان غير مشروطة .. وهي ليست بالإرغام .. إنها عروبة ارتياح .. عروبة الاختيار والانتماء والالتزام .. ووقوفكم معنا حق وواجب ومسئولية علينا وعليكم."

هذه العبارة تؤكد علي جزئين في غاية الأهمية ، أولهما ، وهي التي قصد بها السنيورة التذكرة لكل الدول العربية، أن لبنان بلد عربي، وبالرغم من كل ما حدث ومازال يحدث فهي متمسكة بهذه العروبة، بل وتعتز بها، فهي كما قال عروبة مختارة أما عن مميزاتها فهي الانتماء والالتزام.

أما الجزء الأخر فهو حق لبنان علي الأمة العربية، فلها الحق على كل الدول العربية بالوقوف معها ، فهناك حق وواجب ومسئولية مطالبين بها تجاه لبنان.

وترقب اللبنانيون ما سوف يسفر عنه هذا الاجتماع الطارئ متمنين أن يتفق العرب هذه المرة على قرار واحد يعيد لهم عزتهم أمام شعوبهم ويؤكدون للعالم أنهم قوة لا يستهان بها.

وكلهم أمل حكومة وشعبا في أن يخرج الاجتماع برفض جماعي لمشروع القرار الفرنسي - الأمريكي المشبوه، والذي يكرس احتلال لبنان ويعطي لإسرائيل نصرا سياسيا بعد فشلها الذريع في تحقيق أي نصر عسكري على الأرض بعدما واجهت مقاومة شرسة من مقاتلي حزب الله.
وبعد الاجتماع أعلن رئيس وزراء لبنان أن هذا المؤتمر كان ناجحاً من جهة التضامن العربي مع لبنان .
وأكد أنه خرج بنقاط ثلاثة هي:
- الدعم الكامل الكامل الكامل، على حد قوله، من جانب الدول العربية للنقاط السبعة التي تبناها مجلس الوزراء اللبناني.
- إيفاد وفد من جامعة الدول العربية يضم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزيرا خارجية قطر والإمارات، فوراً بعد الاجتماع، إلى نيويورك لتعديل مشروع القرار الفرنسي – الأمريكي.
- كلف المجلس الوزاري العربي عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدولة العربية بالإعداد لعقد قمة عربية.

وأكمل السنيورة تأكيده بأن هذا الاجتماع رسالة واضحة للبنانين والعرب والعالم أيضاً بأن الدول العربية متضامنة حول لبنان.

ونحن مع الشعب اللبناني والعربي كله في انتظار ما سوف تأتي به الأيام، وهل يستطيع العرب هذه المرة حمل إسرائيل علي الخروج من لبنان وإيقاف مجازرها؟ والتي أكملتها يوم أمس يوم اجتماع وزراء خارجية العرب في العاصمة اللبنانية وراح ضحيتها أكثر من 60 لبنانياً وإصابة العشرات في اعتداءات مكثفة لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على جنوب وشرق لبنان.

2 comments:

Anonymous said...

اختى العزيزة عندما شاهدت هذا المشهد تلجم لسانى
ولم ينطق وكل الذى استطيع ان اقوله هو حسبى الله ونعم الوكيل

صافيناز

Anonymous said...

معكي حق